أجساد بلا قدر (6).. شيفرات كمن يحاول تحويل الرصاص إلى ذهب
نعيمة أدرع/كاتبة مغربية
شيفرات لا تحمل رمزا من رموز الكيمياء مرت علي كمن يحاول تحويل الرصاص إلى ذهب، أو كمن ينظر إلى لوحة الموناليزا ولا يرى غير امرأة جميلة تبتسم. لم يطل الأمر بالنسبة إلى الواقع، أما بالنسبة لي، فقد استغرق دهورا، وأنا أسبح مثل حصان سقط توا في بحر لجي، فظل يضرب بأرجل قوية، لكن لا يملك حيلة لموج يأتيه من الجهات الأربعة. نادى والدي الخادم الذي كان يقف أمام الباب متأهبا دون أن يسميه: «العروس» بعد لحظات انفتح الباب عن جسم غريب، أحسبه جسم أنثى، بلباس أبيض، مغطى وجهها بخمار نصف شفاف. كادت أن تسقط المرأة متعثرة، لست أدري إن بفستانها الطويل جدا جدا، أم بسبب خجل ستتكبده ولا شك وسط ستة رجال، أم بسبب خوفها الشديد من المقصلة، التي تنتظرها وهي لا ترى لها وجها ؟!تعثرت المرأة وسارع الرجل، الذي أشرك نفسه في المباركة لنا، أسرع نحوها وأوقفها في صمت بحركة مرتبكة، اقتلعت جسدها من ذراعها اليمنى. تقدمت المرأة مجرورة بيد الرجل يرشدها كما ترشد العكاز العميان، حتى أوقفها غير بعيد عن الكاتب.
اندهشت للسؤال الذي طرح، إنه نفس السؤال لي: «هل توافقين آنستي؟!» صرخ شيء من داخلي، عج الصمت فيّ، دون أن يتخطى حلقي: «على ماذا توافق؟!» على ماذا وافقت أنا ؟!» على ماذا نوافق؟!أسكتت صرختي المتأججة فيّ، كي أنظر إلى ردة فعل الفتاة، وأرى إن كانت ستوافق بدورها على ما وافقت عليه قبلها.