دولي

هل تقف روسيا وراء انقلاب النيجر؟

لوسات أنفو: خديجة بنيس

 أفاد تقريرلموقع DW الألماني أن هناك شكوك حول دور روسيا في أزمة النيجر، خاصة وانه خلال  المظاهرات التي نُظمت في النيجر دعماً للانقلاب،ظهرت مجموعة من الأشخاص يرفعون أعلامروسيا ويهتفون بشعارات كـ”يعيش بوتين” و”لتسقط فرنسا، ويضيف التقرير أن هناك أقاويل بأن الانقلاب لم يكن ليحدث لولا دعم روسي، لكن لا توجد دلائل واضحة حول ذلك.

وقد رحب زعيم فاغنر، يفغيني بريغوجين، بالانقلاب، لكنه لم يعلن أيّ مسؤولية عن دعمه. تقول إلينا بوكالوفا، الخبيرة في شؤون فاغنر وروسيا، لـDW إنه لا توجد دلائل كثيرة حول تدخل روسيا في الانقلاب.

وفي سياق متصل تقول الإدارة الأمريكية أنها لا ترى أن مرتزقة فاغنر ، الذين وُجهت لهم أصابع الاتهام بحكم حضورهم القوي في عدة دول إفريقية، أو موسكو عموماً، مسؤولين عن الانقلاب.

واستنادا للمصدر ذاته تحذر بوكالوفا من أنه في حالة استنجاد النيجر بمجموعة فاغنر، فإن البلد سيمضي نحو مزيد من اللا استقرار، وانتهاكات حقوق الإنسان، والسلطوية، وقمع الاحتجاجات المطالبة بعودة الديمقراطية.

ويضيف المصدر أنه  من غير المستبعد استخدام روسيا لأدوات التضليل الرقمية، خصوصاً أن النيجر كان قبل الانقلاب حليفاً للغرب، ويحتضن قواعد أمريكية وفرنسية، ومباشرة بعد الانقلاب، أعلن المجلس العسكري وقف التعاون مع الغرب.

  وأبرز موقع DW وفقًا للمركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، أن قنوات Telegram، الموالية لروسيا، اقترحت النيجر كهدف مستقبلي بعد الانقلاب في بوركينا فاسو عام 2022.

ويشير تقرير من المركز إلى أن شبكات التضليل المرتبطة بمجموعة فاغنر نشرت مرتين شائعات عن انقلاب في النيجر، بما ظهر أنه مخطط له بعناية، تزامناً مع رحلة خارجية قام بها الرئيس محمد بازوم في فبراير 2023، لكن التقرير لا يبرز وجود حملات استهداف في الفترة الزمنية التي سبقت الانقلاب مباشرة.

يقول أوفيغوي إيجيجو، الخبير في الشؤون الإفريقية، لـDW إن هناك افتراضاً بتحرك روسي في إفريقيا، كما يوجد تضليل إعلامي روسي، لكن هناك مشاعر معادية للاستعمار منتشرة مسبقاً في المنطقة.

وقبل الانقلاب، قوّت النيجر علاقاتها مع روسيا، إذ وقعا عام 2017 اتفاق تعاون عسكري ومن ذلك خطة لمواجهة الإرهاب، لكن هذه الشراكة لم تتطور حسب إيجيجو.

وبحسب التقرير يمنح الانقلاب لروسيا فرصة لتوسيع مصالحها في منطقة الساحل وحشد التأييد في الجمعية العامة للأمم المتحدة من دول جديدة، حتى تكسر حالة من شبه الإجماع العالمي على إدانة غزوها لأوكرانيا، وحتى تضيف النيجر إلى قائمة من الدول الإفريقية التي لا تصوت على قرار الإدانة.

كما يتيح الانقلاب توسيع صادرات السلاح الروسي إلى النيجر، ما يتيح لقادة الانقلاب تقوية مكانتهم، يقول إيجيجو. لكن ما سيدفعه النيجر، أحد أفقر بلدان إفريقيا، سيكون باهظاً، وقد يصل لحد استغلال الثروات الطبيعية في البلد لأجل أداء فواتير السلاح الروسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى