فن

مهرجان “شُمِّيس” يعيد حياة السينما لمدينة العرائش بعد سبات طويل

لوسات أنفو،

محمد الحراق

افتتح مهرجان شُمِّيس للسينما في مدينة العرائش يوم الثلاثاء 22 غشت في المركب الثقافي ليكسوس المتواجد في باب البحر على أن يستمر بمختلف فعالياته إلى يوم السبت 26 غشت، حيث يضم مختلف العروض منها ما هو درامي طويل و قصير. أيضا هناك أفلام وثائقية وأفلام التحريك وأخرى للأطفال ومنها ما سيعرض في الهواء الطلق بساحة حصن الفتح التي احتضنت أمس فيلم المخرجة ياسمين بنكيران “ملكات”. بالإضافة لجلسات حوارية خُصصت للقاء الجمهور بمخرجين وتشارك الأفكار والخبرات في فقرات كـ”ماستركلاس مع” وكذا فقرة “حوار السينمائيين”.

“أسماك حمراء” كان فيلم الافتتاح لمخرجه عبد السلام الكلاعي ابن المدينة نفسها. حظي هذا الفيلم بدعمٍ وتمويل من طرف ورشات أطلس، وعُرض في مهرجان مراكش للفيلم في الدورة السابقة. إلا أنني لم أستطع مشاهدته هناك بسبب زحمة المواعيد والانشغالات الصحفية، حتى أنني لم أكن أعرفه ولم أنتبه أو أقف عليه خلال استكشافي للبرنامج. لكن جاءت الفرصة لي وللجمهور العرائشي لمشاهدته أخيرًا. إنه فيلم “مغربي” بامتياز بممثلين في البطولة لهم قدرة جيدة لكسر نمط التجسيد التمثيلي الركيك الذي التصق بأذهاننا من خلال التلفزة، ورغم أن الثيمة الاجتماعية المكررة التي تطغى على أفلام البلاد دون محاولة التنويع وشق ما هو دارج ومعتاد واكتشاف مناطق أخرى من نوعيات الأفلام، دائما ما نجد أن صُور المغرب السينمائي يحوم حولها الظلام والحزن والكآبة مما يدفع بمشاعر المُشاهد للاستسلام والخضوع. لكن وبالرغم من ذلك فهذا لم يؤثر على الفيلم وعلى تجربة المشاهدة كثيرا. الفيلم منجز بعناية ومقدم لمدينة العرائش إذ صُور بالكامل فيها ومن الجميل أن يستهل هذا المهرجان عروضه المجدولة بهذا الشريط.

“شُمِّيس” الذي ينظم لأول مرة وبدورة أولية بعد ركود وسبات ثقافي طويل عمّ المدينة، عودةٌ لفعاليات السينما بعد عشرين سنة بالضبط، حينها كان الكلاعي قد قدم فيلمًا قصيرًا في فعالية محلية بضواحي المدينة.

للمهرجان عدة شركاء أهمهم وزارة الشباب والثقافة والتواصل وكذا المعهد الفرنسي. وهناك أفلام أخرى مهمة وفرها المركز السينمائي المغربي للمهرجان منها “لو كان يطيحو لحيوط” لحكيم بلعباس و”شظايا من السماء” لعدنان بركة و”جون جوني أبو الزهور” للراحلة دليلة النضر وهو فيلم وثائقي يروي حياة وطفولة الكاتب جون جوني الذي قضى سنواته العشر الأخيرة في العرائش ودفن بمقبرتها الاسبانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى