روبورتاج

منتزه رأس الافعى… المكان الذي غيّر موازين السياحة بآسفي

 

طارق أعراب

آسفي مدينة مغربية ساحلية رغم قيمتها التاريخية وموقعها الاستراتيجي الذي يتوسط المدن الرئيسية للمملكة، إلا أن كل هذا لم يشفع لها لتكون قطبًا سياحيًا مهمًا.

يتوفر إقليم آسفي على شريط ساحلي طويل وجميل للغاية ذات مناظر طبيعية خلابة وشواطئ برمال ذهبية. وقبل سنتين تم تأهيل جزء صغير من هذا الشريط الساحلي ليصبح مقصدًا سياحيًا مميزًا، وتحويله إلى منتزه عائلي يعرف الآن باسم “منتزه رأس الأفعى”، الذي يعد واحدًا من أفضل المنتزهات الموجودة حاليًا في المغرب. وسبب التسمية يرجع إلى موقعه الفريد الذي يطل على البحر، بالإضافة إلى شكله الغريب الذي يشبه شكل الأفعى، مخترقاً وعرة المنحدرات الصخرية الموجودة فيه.

هذا المنتزه أصبح نقطة جذب للزوار المغاربة، كما أنه غيّر موازين السياحة في المدينة، وكسر الاعتقادات التي كانت سائدة على مر السنوات بأنها مجرد مدينة صناعية لا تحمل أي مقومات سياحية. وفي كل فصل صيف نرى آلاف الزوار من المغاربة يملؤون الشوارع، والمقاهي، والساحات لتصبح المدينة نابضة بالحياة.

وكل من يزور المدينة يعبر عن إعجابه بها وبالأخص منتزه رأس الأفعى الذي لا يوجد له مثيل في المغرب. مدينة اسفي تتوفر على فضاءات طبيعية خضراء جميلة، ولكنها تحتاج لإعادة التهيئة مثل غابة العرعار وغابة الكارتين وساحة الطاجين و شاطئ المدينة كل هذا سوف يعزز مكانتها السياحية.

منتزه رأس الأفعى أصبح قطبًا سياحيًا مغريًا يستقطب الزوار من كل المدن المغربية. تتم تداول صوره على وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة و من مميزاته أن له إطلالة بانورامية رائعة على ميناء المدينة الذي يعتبر من اقدم الموانئ في افريقيا و الذي يزداد رونقه ليلا عند انارته بالمصابيح البيضاء، والتي يمكن مشاهدته من المنتزه مما يمنح الزوار إحساسًا بالانغماس في جمال مدينة آسفي ويضفي عليهم شعورًا كأنهم في عالم من الأضواء.

ما يميز هذا المنتزه ايضا هو ربطه بشكل مباشر بالشاطئ، حيث كان معزولًا عنه على مدار عقود طويلة، وكان من الصعب الوصول إليه إلا من خلال سلك طريق طويلة بالسيارة. هذا الربط أضاف جمالًا للموقع وتجربة فريدة لزواره وأعاد الحياة إلى المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، يتمتع المنتزه بشلال طبيعي ينبع من عين يسمى بعين لالة ميرة يوجد اعلى المنتزه، مما يزيد من جاذبيته ويمنح الزوار تجربة استثنائية ومبهرة. وإلى جانب الفضاءات الخضراء والألعاب للأطفال الصغار والأماكن للجلوس والمرافق الرياضية وملعب لكرة القدم.

الملاحظ انه، سنة بعد سنة أصبحت المدينة تحظى بإهتمام متزايد، نظرًا لأنها كانت مجهولة لدى العديد من المغاربة، ومع ذلك، نجحت آسفي في تحويل هذه المفاهيم رأسًا على عقب من خلال بعد اظهار جوهرها السياحي الكامن.

و يبقى سؤال المطروح، ماذا لو كانت هناك استراتيجية جهوية تكاملية مع باقي المدن المجاورة خاصة مدينة مراكش التي تعتبر من أشهر المدن السياحية العالمية على أن تكون هناك برامج سياحية وخطوط سياحية مباشرة لتعزيز العرض السياحي بين المدينتين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى