كلما تعمقت الفوارق الاجتماعية، تفاقم التعطش للثروة

سيباستيان بوهلر/ طبيب في علم الأعصاب ورئيس تحرير مجلة psycho

 

يسعى الأفراد إلى تأمين موارد مالية كبيرة حتى لا يتم استبعادهم من اللعبة الاجتماعية.

 

“آه، لو كنت غنيا!” » ; “ماذا سأفعل بالمليون؟” » ; “هل رأيت الرجل الذي فاز باللوتو؟ »… يرمز المال إلى النجاح، وغالباً ما نأمل أن يتم تقديرنا اجتماعياً من خلاله. ومن هنا الأهمية الهائلة التي تكتسبها اليوم العلامات التجارية التي تؤدي دور رمز المكانة الاجتماعية، بما في ذلك بين الطبقات المحرومة. ولكن من أين يأتي هذا الانجذاب لتراكم السلع المادية؟ وفي جامعات شنغهاي بالصين، وبريسبن بأستراليا، اكتشف الباحثون أن الرغبة في الحصول على المال ترتبط بالطبيعة غير المتكافئة للمجتمع: فكلما تميزت بفوارق كبيرة، كلما تفاقم التعطش للثروة. توضيح: يسعى الأفراد إلى تأمين موارد مالية كبيرة حتى لا يتم استبعادهم من اللعبة الاجتماعية.

ونفذ الباحثون عملهم على أكثر من 140 ألف شخص يعيشون في 73 دولة حول العالم. لقد أجروا لهم اختبارات عبر الإنترنت لمعرفة مدى أهمية كسب الكثير من المال والحصول على مكانة عالية في المجتمع. وفي الوقت نفسه، قاموا بقياس مستوى عدم المساواة السائد في كل من البلدان المعنية، ووجدوا أن المؤشرين مترابطان: كلما زاد عدم المساواة في المجتمع، زاد اهتمام سكانه بالتمتع بمكانة اجتماعية عالية من خلال كسب الكثير من المال. في الأصل، كانت قوة عدم المساواة من شأنها أن تخلق شعورا بعدم الأمان والخوف من الاستبعاد؛ ولتخفيف هذا الخوف، يسعى الرجال والنساء إلى الحصول على دخل مرتفع.

اكتشف الباحثون أن الرغبة في الحصول على المال ترتبط بالطبيعة غير المتكافئة للمجتمع:

في الوقت الذي نسعى فيه إلى محاربة دكتاتورية العلامات التجارية في المدرسة، بدلاً من الرغبة في إدخال الزي الرسمي، ألا ينبغي لنا أن نفكر في الدور الذي يلعبه مجتمع غير متكافئ بشكل متزايد في الرغبة في الحصول على علامات المكانة الاجتماعية؟