ثقافة

كافكا و الخنفساء، عن القراءة و الضحك

حسن أوزال/ مفكر مغربي

بعيدا عن أطروحات النقاد، يربط الفيلسوف الفرنسي دولوز عملية فهم النصوص و استيعابها بذلك القدر من الضحك الذي ينتابنا كقراء حالما ننغمس مسافرين عبرها، لاسيما إن كانت من عيار خاص يكاد يضاهي جودة و سبكا، روايات كافكا .

ذلك أن كافكا لا يكتب من أجل الكتابة فحسب ، بل من أجل استعادة هدوئه و طمأنينته كما يحب أن يؤكد لخليلته ميلينا.إن كافكا و الحالة هاته لا يكتب اعتمادا على مراجع و مؤلفات متراصة في رفوف المكتبة أكثر ما يكتب انطلاقا مما يجري بمحيطه و ما ترمقه عيناه من أحداث حية ،بدءا من الحشرات التي تقذف بها الأقدار بجنبه لتجد نفسها قد تحولت الى شخصية مركزية تؤثث رسالة غرامية من رسائله ، وصولا الى حديثه الشيق عن دستويفسكي الذي رغم اعتزاز الناقد الشهير نيكراسوف به باعتباره “أمل روسيا” ، يجهش بالبكاء معترفا بأنه مجرد شخص مبتدل و تافه .بالقرب مني يحكي كافكا لميلينا، ارتخت خنفساء منقلبة على ظهرها يائسة من أمرها .كان بوسعي أن أقدم لها يد العون بسهولة و ذلك ما تمنيته لو لم أته ناسيا في كتابة رسالتك.لقد كنت بالأحرى مسمرا فوق الكرسي غير قادر على النهوض،لتمر فجأة بجانبي عظاءة ، لفتت انتباهي للحياة قبل أن تمضي لتخوض حربا ضارية مع الخنفساء.حرب انتهت يا للعجب، بأن أعادت لها توازنها المفقود و جعلتها تستعيد حركتها قبل أن تصعد الحائط كأن شيئا لم يقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى