فيكتور فرانكل: استمتع بمزيد من الموسيقى والطبيعة في حياتك
لوسات أنفو؛
ترجمة: إلياس أبوالرجاء
بعد قرن من شذرة نيتشه العظيمة “لولا الموسيقى لغذت الحياة خطأ”، وبعد قرن عما كتبه والت ويتمان بروحه المفعمة بالحياة: “الموسيقى هي أعمق تعبير عن الطبيعة”، ألقى طبيب الأعصاب والطبيب النفسي الشاب في فيينا فيكتور فرانكل، ( 26 مارس 1905 – 2 سبتمبر 1997)، أحد الناجين بأعجوبة من الهولكوست، ألقى مجموعة من المحاضرات الاستثنائية حول تجاوز التفاؤل والتشاؤم للعثور على أعمق مصدر للمعنى. هذه المحاضرات كانت رفيقًا مفقودًا لكتابه الكلاسيكي “بحث الإنسان عن المعنى”، وتم نشرها للمرة الأولى باللغة الإنجليزية مؤخرًا تحت عنوان : ” على الرغم من كل شيء: نعم للحياة”، والذي تم اقتباسه من إحدى عبارات فرانكل.
في إحدى هذه المحاضرات، يتحدث فرانكل بكل شغف وثقة وثبات، عن تجربته مع أعظم عنصرين في الحياة، اللذين ساعداه على النجاة من محنة الهولوكوست، واللذين يساعدان الكثير منا – حتى في ظروف أقل تهديدًا للحياة مما عاشه فرانكل – على النجاة في حياتنا. إنهما الموسيقى والعالم الطبيعي:
“لا يمكن أن نمنح الحياة معنى من خلال أفعالنا فقط – طالما بإمكننا أن نجيب بمسؤولية عن أسئلة الحياة – يمكننا أن نلبي متطلبات الوجود ليس فقط كعناصر نشطة بل أيضًا كبشر محبين: من خلال تفانينا في حب كل ما هو جميل، وعظيم، وجيد. هل يجب علي أن أحاول أن أفسر لكم ذلك عن طريق عبارات مبتذلة، عن كيفية ولماذا يمكن أن تجعل تجربة الجمال الحياة ذات معنى؟ أفضل أن أقتصر على التجربة الفكرية التالية: تخيل أنك جالس في قاعة حفلات موسيقية وتستمع بسيمفونيتك المفضلة، حيث أجمل مقاطع السيمفونية ترن في أذنك، والموسيقى تحركك بقوة تجعل قشعريرة تسري في جسدك؛ والآن تخيل أنه من الممكن (شيء يعتبر نفسيًا مستحيلاً) أن يسألك شخص ما في هذه اللحظة ما إذا كانت حياتك تحمل معنى. أعتقد أنك ستتفق معي إذا قلت أنه في هذه الحالة، ستقوم بإعطاء إجابة واحدة فقط، وستكون مشابهة لشيء ما كهذا: “الحياة تستحق أن تعاش لأجل هذه اللحظة فقط”.”
ويضيف فرانكل قائلا:
“أولئك الذين يجربون الطبيعة وليس الفنون، قد تكون لديهم استجابة مشابهة، والشيء نفسه مع أولئك الذين يعيشون تجربة مع شخص آخر. ألسنا نعلم الشعور الذي يتسلل إلينا حينما نكون بمعية شخص معين، والذي يمكن ترجمته بشكل تقريبي، إلى أن وجود هذا الشخص في العالم ككل، هو ما يجعله، والحياة فيه، ذات معنى.”
The marginalia
Maria popova