وطني

علم الأمازيغ: رمز الحرية والهوية يتلألأ في يومه العالمي

يوسف أزوركي:

في هذا اليوم الذي يتزامن مع 30 غشت، يحتفل الشعب الأمازيغي باليوم العالمي للعلم الأمازيغي، حيث يرتفع علم يحمل الألوان الزاهية الأزرق والأخضر والأصفر عالياً، ليكون رمزاً للهوية والثقافة، يحمل في طياته تاريخا طويلا من المقاومة والتمسك بالهوية الأمازيغية، إنه رمز للحرية والمقاومة والصمود.

هذا العلم، الذي يتألف من ثلاثة ألوان تمثل ألوان شمال إفريقيا، الأزرق للبحر والسماء يجسد الوحدة والسلام، الأخضر، لون الجبال والغابات، يرمز للخصوبة والأمل، موضحا التشبث القوي للأمازيغ بالأرض، والأصفر، لون الصحراء الشاسعة برمالها الذهبية، تجسيدا لقوة الصمود والإيمان بغد أفضل.

عندما نرى اللون الأحمر يتوهج في حرف أزا الأمازيغي الذي يتوسط العلم، تجسيدا للإنسان الأمازيغي نفسه، يتذكر قلوبنا تلك الأرواح الباسلة التي ضحت في سبيل الأمازيغية، ومن أجل القيم الإنسانية، إنه لون دماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لهذه الأرض، إنه لون المقاومة والصمود والإصرار، يشير إلى تاريخ طويل من المقاومة والنضال المستمر.

تعود فكرة تصميم العلم الأمازيغي إلى سبعينيات القرن الماضي، وهناك من يربطها اليوم بالمناضل الراحل محند أعراب بسعود، أحد مؤسسي الأكاديمية البربرية “L’Académie berbère” “ⴰⴳⵔⴰⵡ ⵉⵎⴰⵣⵉⵖⵏ” إلا أن فكرة التصميم تعود فعليًا للمناضل يوسف مدكور المعروف بيوسف أمازيغ، حسب ما صرح به في حوار على قناة “Berbère Télévision” قائلا “أن فكرة العلم لم تنبع من فراغ، عندما نعود إلى التاريخ، نجد المقولة الشهيرة لماسينسا “إفريقيا للأفارقة”. من هنا بدأت أدون النقاط وأطور فكرة إنشاء راية رمزية لنا”. وأوضح أنه ليس هناك شعب أو أمة أو مملكة دون أن يكون لديهم علم، وعندما سئل عما إذا كان قد تشاور مع المناضلين الآخرين قال: “عندما توصلت لفكرة ضرورة وضع راية تجمع شعبنا وتوحده، لم أكن بحاجة للاستشارة مع بقية المناضلين، لسبب واحد هو أنه كنا نعمل في السرية أنداك”.

بعد انعقاد أشغال المؤتمر الأول للكونغرس العالمي الأمازيغي، أواخر غشت 1996، بجزر الكناري، وهو منظمة غير حكومية تضم جمعيات ثقافية واجتماعية أمازيغية، تم تعزيز وانتشار هذا الرمز بشكل أكبر. في هذا المؤتمر التاريخي، اتخذت الحركة الأمازيغية الخطوة الكبيرة بتبني العلم كرمز هوياتي للشعب الأمازيغي. وبفخر واعتزاز، تم تحديد يوم 30 غشت كذكرى لاعتماد هذا العلم كرمز رسمي، يربط بين أفراد هذا الشعب المناضل.

في هذا اليوم، دعونا ننظر إلى علم الأمازيغ بعيون تفهم وتقبل واحترام، ونحمله بفخر كرمز للقيم الإنسانية الرفيعة والصمود أمام التحديات، إنها فرصة لنبني جسورًا من التواصل بين مختلف الثقافات، ونشجع على تقدير الاختلاف والعيش المشترك. دعونا نتأمل في قيم ورموز شعب ذو تاريخ عريق وهوية قوية ترتبط بأرض تمازغا “ⵜⴰⵎⴰⵣⵖⴰ” التي تمتد من واحة سيوا بمصر إلى جزر الكناري ومن البحر الأبيض المتوسط إلى أعماق الصحراء في النيجر ومالي وبوركينافاسو. إن يوم العلم الأمازيغي هو يوم للتأمل في معنى الهوية والثقافة، وفرصة لنستلهم من تاريخ الأمازيغ قوة الإرادة والحب للحرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى