الرأي

طوفان الأقصى… نسمة حرية لن تنتهي إلا بتحرير الأرض

تميم الخطابي:

في السابع من تشرين الأول /أكتوبر من هذا الشهر شهدت فلسطين المحتلة طوفانا ليس الأول ولن يكون الأخير من طرف المقاومة الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ورغم تعدد القراءات لهذا التحرك المفاجئ للمقاومة الفلسطينية في هذه الظرفية بالضبط التي تعيش فيها دولة الاحتلال تخبطا سياسيا في أجهزة ــ الدول ــ لديها، بين من يقول سمح له (طوفان الأقصى)، وبين من يقول خطط له، وبين من يقول إيران وراء ما حدث، وبين من يدين المقاومة بفعل نتائج عمليتها جراء ما نراه الآن.

من يدين المقاومة بعد عمليتها الناجحة رغم ردة فعل الاحتلال الهمجية واللاإنسانية اتجاه قطاع غزة لم يكن يوما مناصرا للفلسطينيين ولن يكون ذلك، لأن طوفان الأقصى لم يكن أول عمليات المقاومة ولن يكون الأخير، فالمتتبع لنضالات الشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية يدرك تمام الإدراك أنها لم تستسلم يوما رغم الخسائر التي تنتهي بها كل محاولة وعملية للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي، لأن الاحتلال لا يقتل بعد كل عملية للمقاومة إلا المدنيين والأطفال والشيوخ والنساء؛ ببساطة هذا ما يجيده ويبرع فيه، منتهكا بذلك كل المواثيق والقوانين الدولية التي تجرم فعل ذلك لكن للاحتلال الإسرائيلي أسبابه في فعل ذلك.

إن ردة فعل الاحتلال العنيفة والهمجية بعد كل عملية للمقاومة، توضح هشاشة جيشه الذي لا يقهر وعجز استخباراته التي تعد من أقوى الاستخبارات في العالم، ولكي يعوض عن عجزه هذا يستهدف المدنيين بالقصف لا بالمواجهة المباشرة، لكن هذا الاستهداف لا يضعف القدرات العسكرية لدى المقاومة بل يزيدهم غضبا لتحرير أرضهم والثأر لذويهم، بل وحتى تهديد الاحتلال بالاجتياح البري للقطاع وتصفية المقاومة بدريعة أنها منظمة إرهابية وتشكل خطرا على الفلسطينيين قبل المستوطنين لن يردع المقاومة لأنها تعلم أن الاحتلال لم يتحمله ولن يستطيع النصر فيه حتى لو أراد.

احتلال قطاع غزة وإبادته لن يكون سهلا على الاحتلال الإسرائيلي، حتى لو لم ترد ذلك. فاحتلال أرض بكثافة سكانية هي الأكثر في العالم كله، ومنشرة السلاح ولا تشتري سلاحها من عدوها، بل تصنعه وتعيد تدوير ما تم قصفها به، وليس لديها ما تخسره، سيؤدي حتما إلى انهيار أسطورة إسرائيل ولو جزئيا، لأنهم إن حاربوا سيتوقف اقتصادهم وتكلفة الحرب عندهم ستكون أعلى من تكلفة الحرب عند المقاومة، وبهذا سيكون طوفانا آخر أو عملية كبيرة واحدة كافية بأن تعصف بهم إلى الهاوية. فتحرير الأراضي الفلسطينية رهين بمقاومة شعبه في قطاع غزة وبانتفاضة أهاليه في الضفة، وباقي الأراضي المحتلة.

أن ندع المقاومة وحدها تواجه المحتل لا يكفي، فالحرب لم تنتهي بعد، ولن تنتهي إلا بتحرير فلسطين؛ فلسطين كلها من النهر إلى البحر، فالمقاومة جدوى مستمرة….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى