الرأي

سجل أعظم هدف..حكيم زياش الفلسطيني

عبد الإله إصباح/كاتب ومحلل

نشر اللاعب الدولي المغربي حكيم زياشتدوينة  يعبر فيها عن امتعاضه وشجبه لموقف حكومة المغرب وحكومات الدول التي تشجع على الإبادة الجماعية في فلسطين . كان النجم المغربي واضحا في إدانته  حيث كتب بالحرف ” ما يحدث في فلسطين من إبادة جماعية عار على حكومة بلدي وعلى الدول التي تشجع على ذلك. كفى ثم كفى, ورسالتي لأخوتي واخواني في المغرب وفي كل العالم ارفعوا أصواتكم عاليا الحرية لفلسطين” .

موقفه سيفاجئ الجهات الرسمية التي تعودت من جل النجوم سواء في الميدان الرياضي أو الفني التملق ومجاراة المواقف الرسمية

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعبر فيها حكيم زياش عن موقفه المساند للقضية الفلسطينية، فقد سبق له أن دخل إلى إحدى الملاعب التركية في عز تتويجه متلفعا بالعلم الفلسطيني، كما أنه لوح بهذا العلم مرارا إثر كل فوز حققه المنتخب المغربي في مونديال قطر سنة 2022. هو إذن شعور متأصل بالانتماء إلى الهوية وانحياز إلى الحق والعدل ضد الظلم والغطرسة والعنصرية. موقف سيفاجئ الجهات الرسمية التي تعودت من جل النجوم سواء في الميدان الرياضي أو الفني التملق ومجاراة المواقف الرسمية، كما فعل أحد ” المطربين” الذي بالغ في المجاراة وتطوع بتصريح يقول فيه بأننا نحن المغاربة لا علاقة لنا بمشاكل المشرق، أي لا علاقة لنا بما يجري في فلسطين من إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية. واستكثر أحد المتصهينين على النجم المغربي تعبيره عن هذا الموقف المشرف، وحاول أن يبخس من قيمة  و الرمزية العالية للموقف مدعيا أن حكيم زياش إنسان عاطفي، واعتبر ما حصل نتيجة التنقيب عن المواهب المغربية في المهجر. أي أن زياش حسب هذا المتصهين لم يخضع للتأطير الإديولوجي الرسمي الذي يجعل منه مسايرا و خاضعا للتوجهات الرسميةالمرتبطة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني. أكيد أن كل المتصهينين تلقوا صفعة مدوية  وأصيبوا بالذهول والصدمة، فبعد كل الجهود المضنية لفصل المغاربة عن قضية فلسطين، ورغم الجرعات الإعلامية المكثفة في مجال التطبيع والتصهين، ها هو أحد أبناء الشعب يدين ويفضح الصمت والتواطؤ من موقعه كنجم عالمي  في ميدان كرة القدم، ليطيح بكل المساعي الرامية لغسل الأدمغة اختلاق أفراد على المقاس، خاضعون ومتملقون وفارغون من كل إحساس بالانتماء إلى القضايا القومية والعادلة.

أتبث حكيم زياش أنه فلسطيني بما أنه مغربي أصيل تعتبر القضية الفلسطينية بالنسبة إليه فعلا قضية وطنية، منبثقة من صميم وجدانه وإحساسه الإنساني النبيل . لم يفكر فيما يمكن أن يخسره بهذا الموقف الشجاع، مدركا ولا شك أن أي خسارة تهون أمام واجب نصرة الحق  ومناهضة الظلم. هو فعلا اسم على مسمى حكيم وعظيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى