تعديل.. بطعم الماركوتينغ والبسكويت والشوكلاتة..!!؟؟
الاستيعاب الحقيقي للمهزلة السياسية في البلاد يؤرق و يستعصي عن الفهم..
حسن أوزيادي
في التفكير السياسي الديمقراطي يحضر الهيكل الهرمي كنسق تراتبي متدرج لاعتلاء منصب أرقى واعلى في قمة الهرم.
يتأتى منال الإرتقاء بالصبر والتفان والاجتهاد والحضور الدائم في المشهد العام،كآلية للتعريف بـ الكاريزما السياسية والفكرية والثقافية للفاعل . نظام تحكمه قاعدة وقمة، قوامه الدفاع عن الهوية السياسية والمشروع السياسي في المحافل والجموع. وفق استراتيجية تطوير وفرز نخب في عالم يهيمن عليه الخبل والإستهتار و الإتجار السياسي.
تجويد السياسة وممارستها يمر عبر تماهى الفاعل السياسي مع مرجعيته وهويته ومشروعه السياسي في تفاعل دائم مع محيط يفعل إمكانية استنبات قيم القناعة والإيمان بالمبادئ كبوصلة لتحديد الإتجاه والزيغ عن مطبات الإغراء والتيه تفاديا لمنطق السوق: العرض والطلب.
النخب لا تمطرها السماء بل هي إنتاج لمكينة سياسية تشتغل على الدوام،لاموسمية تعمل وفق محفزات آنية وعابرة تنطفئ عند انقضاء زمن المحفز.
التنظيم السياسي مؤسسة تشتغل وفق ضوابط تنظيمية محددة. بالضرورة مهيكلة بشكل رفيع و تفترض كفاءات من شكل رفيع .
تأصيل الفكر والمرجعية والهوية السياسية لأي تنظيم سياسي في علاقته بالفاعل السياسي تملي وجوبا مقومات ذهنية و مهارية ومعرفية للقطع مع الخبل والإستهتار ومواسم الضجيج السياسي.
الاستيعاب الحقيقي للمهزلة السياسية في البلاد يؤرق و يستعصي عن الفهم..لأن كل الأبجديات السياسية المتعارف عليها استعصت على النموذج المغربي . لسبب بسيط أننا نعيش عبثا وسريالية سياسية تداخل فيها التاريخي والاثني والثقافي.التشكيلات الاجتماعية في المغرب مركبة و هجينة ( حسب بول باسكون)يحكمها نمط تفكير قبلي وعرقي وغيبي ممتزج بحداثة معيقة للتطور. لا يأخذ منها إلا الظاهر أما العمق فهو بعيد عن الإستيعاب.
العرق فبل الهوية الوطنية، وبالتالي اللجوء والاحتماء بالقبيلة في السياسة والإقتصاد هو عصب الإستثناء المغربي.
إنه استثناء ..السلطة والمال.
نخب سياسية من عدم..قلبت الهرم وزادت حدة الألم .
في بلدي النخب تفرز القواعد.والقيادات تعض بالنواجذ على الإمتياز والمنصب.
فلا تستغرب يا وطني إن أتاك يوما تاجر ” الدلاح” أو” البطيخ” أو ” جابير” ليرأسك ويدبر امورك..فاعلم أن الهرم لازال معكوسا رغما عنك.
فلا حول ولا قوة للقواعد … حطب النار “لنخبنا..؟”