تحليلات استراتيجية

انعكاسات التواجد التركي في منطقة بحر قزوين

لوسات أنفو: خديجة بنيس

أفاد تقرير لمركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية، أن تركيا نجحت في تعزيز وجودها العسكري والتجاري والسياسي بمنطقة بحر قزوين، وهذا أدى إلى تغيير المشهد الجيوسياسي في المنطقة؛ حيث مثَّل تهديداً للهيمنة الروسية والنفوذ الإيراني بها، وهو ما سينعكس على هيئة تنافس حاد بين أنقرة وموسكو وطهران لبسط النفوذ بتلك المنطقة. وإذا فشلت موسكو وأنقرة في التوصل إلى تفاهمات سياسية وأمنية تحقق مصالحهما فإن المنطقة ستشهد المزيد من التنافس الإقليمي، الذي سيمتد إلى مناطق أخرى تتقاطع فيها المصالح التركية الروسية، كالشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

وأضاف التقرير أنه أصبح واضحاً تصاعد النفوذ التركي ببحر قزوين، خاصة في ظل دعم الولايات المتحدة الأمريكية الوجود العسكري والنفوذ التركي ببحر قزوين، وفي ظل تصاعد التنافس الأمريكي الصيني، تعمل  واشنطن على توظيف النفوذ التركي ببحر قزوين وآسيا الوسطى لصالحها لأنها لاتملك أي وجود عسكري بتلك المنطقة الهامة، بهدف تقليص النفوذَين الروسي والصيني بتلك المنطقة الاستراتيجية، وتعزيز دور تركيا للتحكم في ممرات نقل الطاقة، وهو ما يؤدي إلى الاستغناء عن الغاز الروسي، بيد أن هذا إذا تحقَّق فسيؤدي إلى تعزيز التعاون التركي الأمريكي، واتهام أنقرة من قبل موسكو وطهران بأنها “وكيل واشنطن” بالمنطقة، وربما يتم الإضرار بالمشاريع التركية وتخريبها.

ولفت المركز أن تركيا مؤخراً حقَّقت نجاحات كبيرة في مجال تصدير الأسلحة إلى دول المنطقة، متجاوزة القوى الإقليمية الفاعلة في المنطقة ” روسيا وإيران “، ولا سيما بعد الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان في أغسطس 2021؛ حيث تصاعدت التهديدات الأمنية والإرهابية بالمنطقة، وسعت كل دولة إلى ضمان أمنها عبر تسليح جيشها وضبط الحدود لمنع تسلل الإرهابيين واللاجئين إليها، الأمر الذي أدى إلى تصاعد الإتجاهات المناوئة للدور التركي بالمنطقة.

ووفق التقرير فقد احتدام التنافس بين تركيا و روسيا،  بعد أن عززت أنقرة نفوذها خلال العامين الماضيين في المجال الحيوي الروسي بآسيا الوسطى وبحر قزوين، ورغم استمرار التعاون الاستراتيجي بين موسكو وأنقرة، فإن بعض المحللين الروس قد حذروا من تداعيات الوجود التركي المكثف بجنوب بلادهم، لا سيما بعد موافقة أنقرة على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف “الناتو”، وهي الخطوة التي تُعَد معادية لموسكو، فضلا عن كثرت الملفات الخلافية بين موسكو وأنقرة حول (الملف السوري، والملف الليبي، واتفاق تصدير الحبوب الأوكراني) وقد صاحب ذلك دعم تركي علني لأوكرانيا خلال قمة “الناتو” الأخيرة بليتوانيا في يوليو 2023.

وأبرز مركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجيةأنه بالرغم من وجود تنافس بين بكين وأنقرة لتعزيز نفوذ كلمنهما في بحر قزوين وآسيا الوسطى عقب الفراغ الأمني الاستراتيجي الناجم عن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وتراجع النفوذ الروسي بالمنطقة عقب الحرب الأوكرانية.

إلا أن التواجد التركي في المنطقة سيعزز التعاون مع الجانبين، باعتبار منطقة بحر قزوين  أصبحت جزءاً مهماً من مبادرة “الحزام والطريق” التي طرحتها بكين قبل عقد من الزمان لتمثل رؤيتها للنظام الاقتصادي العالمي وربطه بها، وقد انضمت تركيا إلى المبادرة ورحَّبت بها. وفي أبريل 2020، انطلق أول قطار تصديرمن تركيا إلى الصين على خط السكك الحديدية “الصين–تركيا–أوروبا”.

ويشير التقرير أن هذا الخط التركي الصيني إذا استمر استخدامه فسينفي الحاجة إلى وجود “ممر الشمال” الروسي الذي ينقل البضائع من الصين إلى أوروبا عبر سيبيريا ال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى