الناس و البلد

اليوم العالمي للمراحيض

محمد النواية

اليوم العالمي للمراحيض نادت بالاحتفال به الأمم المتحدة لأول مرة عام 2013 في 19 نوفمبر وتستمر فعالية هذا اليوم لمدة ثلاثة أيام .جاء هدا اليوم لتسليط الضوء على المراحيض في حياة البشر حيت توجد العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بالمراحيض التي يغيب وجودها في مناطق متفرقة في بلدان العالم النامي ليصل عدد الأشخاص المحرومين من هذه المرافق إلى البلايين .الاختيار هدا فرصة لزيادة الوعي بحاجة جميع البشر للحصول على الحق في خدمات المراحيض والصرف الصحي بصفة عامة بما تكتسيه من أهمية قصوى في التنمية المستدامة وفي الكرامة الإنسانية .

بساحة جامع الفنا حيت تنصب شاشة ضخمة وخشبة لتكريم النجوم  تبول آنذاك المخرج “ريدلي سكوت” في تيابه العطرة فوق الخشبة لعدم وجود مرحاض مكان الحفل ؛نفس الشيء حصل ل”بيل موراي” (اوسكار أحسن ممثل عام 2015 ) الذي ألم به نداء الطبيعة فتم نقله بسرعة الى مراحيض الملحقة الادارية بجامع الفنا ليكمل المسكين ما لم يستطع كبحه ..

في المغرب جميع المدن تفتقر لهذه المرافق وعلى رأسها عاصمة المملكة التي لا تتوفر إلا على مرحاض واحد في باب الحد تليها مدينة الدار البيضاء التي لا نجد فيها مراحيض في مستوى مكانتها كعاصمة اقتصادية التي تعتبر شوارعها وساحاتها بمثابة “مرحاض عمومي مفتوح ” .ما نعيشه يوميا من مناظر مقززة تخدش حياءنا وتلوث فضاءاتنا بسبب التبول في الفضاء العام ؛  بعض المواطنين المرضى أو المصابين بداء السكري أو الأشخاص دوي الاحتياجات والنساء الحوامل يجدون أنفسهم في وضع صعب ومحرج فيضطرون للانزواء في مكان من أجل التبول. في سنة 2018 وبمدينة مراكش تم تدشين مرحاض عصري أمام جامع المنصور بحي القصبة ،المشروع أختار له أصحابه اسم “دار لوضو” الدي غالبا ما يكون قرب المسجد وقدموا المشروع كطفرة جديدة في ميدان الاستثمار وكإضافة جديدة لمدينة الحمراء ؛ولم يفصح هؤلاء عن درجة تصنيف هذا المرحاض أهو اثنين نجوم أم ثلاثة المهم أنه يختلف عن مراحيض أحياء الطالعة ،القصابين ؛وسيدي إسحاق وباقي مراحيض المدينة.كشف هؤلاء المستثمرون المغاربة ومنهم مراكشيون مقيمون بالخارج عن مضمون دفتر التحملات الذي تضمن تفاصيل المشروع من حيت نوع كرسي  المرحاض وتجهيز بيته بتقنيات متطورة تعطي لمن يقضي حاجته كل ما يحتاجه في وقت الاستبراء من راحة وطمأنينة وعطر بالمكان يزيل عنه رائحة مستخرجاته ويساعده على قضاء وقت مريح في الاستمتاع بخروج فضلاته وربما يلهمه بإخراج ما يحس به من مشاعر وأحاسيس وقت الإفراغ فيخرج من بيت الراحة مزهوا بنفض سماده ليلج فضاء التطهير الخاص لينظف جسده بالصابون والعطرور الزكية فهنيئا لنا بهذا الاستثمار الفريد الذي سيتيح لسياحنا من الداخل

والخارج استعمال هدا المرحاض بعد أو قبل الزيارة لقبور السعديين وقصر البديع لم يتكلم منعشو المراحيض عن مشاريعهم المقبلة في المدينة وقرابة المآتر التاريخية الأخرى التي لا تزال بدون تغطية في ما يخص مجاري المياه فلا زال السياح يعانون في تجوالهم في الأزقة ويضطرون لحبس تبولهم حتى يصلوا الى المراحيض القريبة من المساجد حيت يقضون حاجاتهم بدرهم واحد “لا غلاء على مسكين” وغالب الأحيان يقصدون المقاهي ويطلبون قهوة أو شاي ليتبولوا في مراحيضها . لم تكن السلطات ولا المؤسسات المعنية بالسياحة ولا المجالس الجماعية التي توالت على المدينة تعير اهتماما لهذه المسألة بالتساوي مع اهتمامها بمداخل السياحة التي تدر على المدينة والدولة موارد مالية لا يستهان بها واستمرت في تجاهلها في توفير شبكة من المراحيض العمومية رغم بعض الأحداث المضحكة المبكية التي طرأت بالمدينة في السنوات الأخيرة كتلك التي حدثت في دورتين من دورات المهرجان العالمي للسينما بساحة جامع الفنا حيت تنصب شاشة ضخمة وخشبة لتكريم النجوم وقد تبول آنذاك المخرج “ريدلي سكوت” في تيابه العطرة فوق الخشبة لعدم وجود مرحاض مكان الحفل ؛نفس الشيء حصل ل”بيل موراي” (اوسكار أحسن ممثل عام 2015 ) الذي ألم به نداء الطبيعة فتم نقله بسرعة الى مراحيض الملحقة الادارية بجامع الفنا ليكمل المسكين ما لم يستطع كبحه ..

يصعب على المرء إيجاد أجوبة وتفسير لإقبال هؤلاء المنعشين على هذه الخطوة إنهم يضحكون على ذقون المواطنين ويستهزئون بحاجياتهم .المسئولية تقع على عاتق المجالس المحلية والبلدية كما هو الشأن في الدول التي تحترم مواطنيها وتعاملهم كمواطنين .الإلحاح على توافر المراحيض العمومية بات مسألة مهمة وملحة خصوصا بعد أن صار الناس في بعض المدن يقضون حاجاتهم في أكياس بلاستيكية ويلقونها في الشارع ويتبولون في قنينات بلاستيكية للماء المعدني، عن أي تنمية مستدامة يتكلم هؤلاء، إنهم يتجهون دائما للحلول السهلة لحل مشاكل المواطنين كاللجوء مثلا الي التدبير المفوض للخدمات، فمتى سيفكرون في التدبير المفوض للمراحيض العمومية.

زر الذهاب إلى الأعلى