ثقافة

القاص و الروائي أبو يوسف طه: نحن دراويش الثقافة، نعاني من كسل ثقافي بنيوي

أبو يوسف طه

لازال البعض لم يقتنع بحدوث تحول جذري في المجال الثقافي من خلال وسائل التواصل الإجتماعي ، إذ أصبح لكل واحد منبره الشخصي مهما كان مستواه بل استحدث كثير من الكتاب قنواتهم الثقافية الخاصة ، فضلا عن المكتبات الإلكترونية مما أدى إلى النسخ التدريجي للمكتبات وقلل من أهمية الأنشطة الثقافية المفتوحة ، هذا كله لم يُحيد أهمية المجلة والملاحق الثقافية
في المغرب تحديدا المعروف بعدم احتفائه الجدي النشيط بالإصدارات الأدبية ، لنا أن نتساءل ، مافائدة الجمعيات بما فيها اتحاد الكتاب المجمد ودور النشر التي يقتصر ترويجها على المشاركة في المعارض.
في المجال الثقافي الحي في العالم حينما تصدر رواية أو ديوان شعر أو كتاب في أي تخصص ، تقوم القيامة ، إثر ذلك تباع آلاف النسخ ، ويترجم الكتاب إلى عشرات اللغات . نحن دراويش الثقافة ، أمرنا غريب ، نعاني من كسل ثقافي بنيوي ، ومع ذلك نرى الإنتقائية والإبعاد والمحسوبية والريع ، ومفاسد أخرى ، ولسان الحال يقول ” تشبث غريق بغريق ” ، وحينما ترجع إلى الوراء وتتصفح لائحة ممثلي المغرب ثقافيا في البلدان العربية والأجنبية باسم اتحاد كتاب المغرب تتضح أمامك الصورة ، ” الأقلية مستفيدة والأغلبية عبارة عن أصوات انتخابية ” ، ومن تقام لأعمالهم الندوات وتهيأ عنها البحوث الجامعية ستصدم ، وما نراه في الحاضر هو امتداد للماضي لو لم تكن وسائل التواصل نافذة إغاثة . لهذا ، إلا القليل ، لاننتج أفكارا وأساليب فنية في الثقافة والأدب بل ننتج فيضا من أساليب السلوك الشاذ ، سلوك الشطار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى