ثقافة

العيش بصحبة الفلسفة..كتاب جديد للفيلسوف حسن أوزال

الأستاذ يعيش من الفلسفة و الفيلسوف يعيش الفلسفة

لوسات أنفو

عن محترف أوكسيجين للنشر، صدر للمفكر المغربي حسن أوزال كتاب فلسفي جديد بعنوان ” العيش بصحبة الفلسفة” يمثل استكمالا للرؤية الفلسفية التي يدافع عنها، المتمثلة في ان قيمة التجربة الفكرية تكمن في إمكانات الحياة التي تفتحها أمامنا و أساليب العيش التي تبتكرها، حيث يكون من غير المجدي الفصل بين تجربة الفكر و تجربة الحياة.

ويقول الفيلسوف حسن أوزال في مقدمة هذا الكتاب المغري بالقراءة و التأمل “لنشرع بدايةً بطرح هكذا سؤال: هل منّا مَن اختبر مرّة، أن يعيش فكرةً ما؟ حسبي في ذلك أنّ الأفكار منذورةٌ أساساً لأن تُعاش، لا لأنْ تُقرأ فحسب، على اعتبار أنّها حينئذ فقط تكون ذات مفعول وأثر.”

و يضيف “نورد هذا الكلام لا لشيءٍ إلا لأنّ ثمّة مجموعة من المثقّفين يتعاطون الفلسفة مثلاً من أجل الفلسفة، تماماً مثلما يتعاطى بعضُ الفنانين الفنّ من أجل الفنّ، والشعراء، الشعر من أجل الشعر… وهَلُمَّ جَرَّا؛ تبدو المسألةُ عندهم والحالة هذه، مجرّد لعب بالألفاظ، وليست أكثر من نشاط عبثيّ لتمضية الوقت، يكاد لا يلزمهم بأيّ شيء.”

و يعتبر حسن أوزال أنه من بديهيّ أن يتميّزَ الفيلسوف عن غيره ممّن ينشغل بالفكر كالأستاذ والموظّف طالما أنّ الأستاذ هو من يعيش مِنَ الفلسفة، بينما الفيلسوف هو مَنْ يعيش الفلسفة.

و يتساءل في تقديم العمل “لكن هل كلّ فلسفةٍ قابلةٍ لأن تُعاش وأن تُحيا؟ فهل بوسعنا، على سبيل الذكر لا الحصر، أن نعيش فلسفة هيدجر أو هيغل؟ وهل بوسعنا أن نعمل بفكرة واحدة من أفكار فخته؟ إنّه لأمرٌ مستحيل ومستعصٍ بنظري أن تحيا تصوّراً من تصوّرات هؤلاء الفلاسفة المثاليين لا لشيءٍ إلا لأنّهم يتبنّون أفكاراً شديدة التجريد والضبابيّة؛ أفكاراً أقلُّ ما يمكن أن يقالَ عنها إنّها تشتغل لذاتها، منقطعة الصلة بالواقع، باعتباره عالمنا الحسيّ الوحيد الذي فيه نحيا. فهؤلاء بدل أن يجعلونا نختبر الحياة كواقعة، يرمون إلى الإبقاء عليها كفكرة ضاربةٍ في التجريد. إنّهم بقدر ما يستميتون في الزجّ بالناس في سلسلة من التمثّلات الخاطئة، والتعقيدات الزائدة، بقدر ما يرمون من وراء ذلك إلى نزع الطابع الماديّ عن الواقع، وفتح الباب مشرعاً أمام رزنامةٍ من الترّهات الماورائية.”

و يعتبر هذا العمل كتابا مجددا في الفلسفة العربية، باسطا حقولا  مبتكرة لتحريك مفاهيمها و شحن أسئلتها باعتبارها اسئلة لما يمكن أن يمارسنا كأسلوب عيش ونمط حياة متفردة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى