فن

“السينما نوفو” أو سينما العالم الثالث

لو سات أنفو محسن برهمي:

هي سينما تحتوي على أفلام بأرخص التكاليف، من خلال التصوير في الأماكن الحقيقية للأحداث بدل التصوير في الاستوديوهات، أو استخدام الديكورات المكلفة، وتقوم على استبدال نجوم الفن السابع بممثلين عاديين لم يسبق لهم أن ظهروا أمام الكاميرا من سكان تلك المناطق الذي يجري فيها التصوير، واستخدام الكاميرا المحمولة الخفيفة، وتعتبر صوت الفقراء والذين يعانون في صمت، في هذا الالمقال الذي نشر في شتنبر 2014 على مجلة الفيلم سنتعرف على معنى “السينما نوفو”.

المخرج nelson-pereira-dos-santos

“السينما نوفو” هو مصطلح برتغالي يعني السينما الجديدة، وهي حركة نشأت بالبرازيل منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، بفيلم Rio 40 Graus للمخرج البرازيلي نيلسون بيريرا دو سانتوس، وقد نشأت سينما نوفو كرد على أهم تيارين كانا سـائدين في أوروبا آنذاك، الواقعية الإيطالية الجديدة، والموجة الجديدة الفرنسية، واستمر هذا التيار في البرازيل منذ أواخر الخمسينيات حتى أوائل السبعينيات، وتميزت بتصويرها لحياة فقراء البرازيل وتبنيهـا تيمات أفـرو- برازيليـة، وكانت منـذ البداية منحازة ومرتبطة بالسياسة والمجتمع وقضاياه وحركات الاحتجاج الشـعبي ضـد الفقـر، القهر، والديكتاتوريـة العسكرية، وضد الاحتلال الأميركي الشمالي للبرازيل ولأميركا اللاتينية عموما. وأفلام سينما نوفو تعاملت مع الموضوعات المتعلقة بالمشاكل القومية والوطنية، من النزاعات في المناطق الريفية إلى المشاكل الإنسانية في المدن الكبيرة.

 ويعتبر المخرج البرازيلي دي سانتوس هو المؤسس الحقيقي لهذا التيار، وكان الحدث الأبرز عام 1962 بمهرجان كان السينمائي حينما تم عرض ثلاثة أفلام وهي التي أسست لهذه السينما، وهي: (حياة قاحلة) لنيلسون بيريرا دوسانتوس، و(غانغا زومبا) لكارلوس دييغيس. (إله أسود وشيطان أبيض) لجلوبير روشا، وقبل عرض هذه الأفلام الثلاثة لم يكن أحد قد سمع بمخرجيها أو شاهد أفلامه اخارج حدود البرازيل.

المخرج glauber rocha

 إلا أن المخرج جلوبير روشا – الذي يعتبر منظر هذا التيـار / الحركة حينما القى في العام 1965، خلال تظاهرة أقيمت لأفلام سينما نوفـو في مدينة جنـوى الإيطالية بيانه “جماليات الجـوع” وهو أقرب إلى المانفيستو، يفسر كيف يتحول البؤس إلى عنف، وكيف يمكن لهذا العنف أن يتحول إلى سـلاح قاتل، حين يتعانق مع الكراهيـة، وإلى أعمال فنية حـين يتعانق مع الوعي والرغبة الواعية في التغيير.

وبالرغـم من توقف حركة “السينما نوفو” في سبعينيات القرن الماضي، إلا أن تأثيرها مازال ممتداً حتى الآن، ليس فقـط في البرازيل بل امتد تأثيرها في كامـل دول أمريكا اللاتينيـة وبعـض دول أفريقيا الأمـر الذي جعل بعض النقاد يطلقون عليها حركة سينما العالم الثالث .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى