فن

الرأسمالية قصة حب

لو سات أنفو محسن برهمي:

ولد مايكل مور  في 23 أبريل 1954، مؤلف، وناشط سياسي، ومخرج أمريكي حائز على جائزة الأوسكار، عرف موور بصراحته وجرأته ورؤيته الناقدة للعديد من القضايا كالعولمة وحرب العراق وسيطرة الشركات العملاقة وجماعات العنف المسلحة وعرف عنه تاييده لبناء مسجد گراوند زيرو. يعتبر فيلمفهرنهايت ١١/٩ من أشهر الأفلام الوثائقية لمور على الإطلاق، حيث انتقد سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش في التعامل مع أحداث 11 سبتمبر. في هذا الحوار الذي ترجم في العدد العاشر من مجلة السينما، أكتوبر سنة 2009 سيتحدث المحرج مايكل مور عن فيلمه “الرأسمالية قصة حب”.

مايكل مور: أدركو كم أننا نحن كأمريكيين مجموعة من القطط الجبانة، يقولون فقط ” بوو” ومن بعدها نقفز

من بين كل تلك الأمور التي اكتشفتها، ما أكثر أمر صدمك حينما بدأت؟

لا أعتقد أنني مصدوم بأمور كثيرة بعد الآن. هناك مشهد لم أضيفـه إلى الفيلم، في ذلك المشهد قمت بمقابلة سـارق بنوك، تم استئجاره من قبل كل تلك البنوك الكبيرة لينصحهم كيف يمنعون سرقات البنوك. اعتقدت بما أن “أوباما جلب كل تلك النسخ مـن لصوص البنوك، الناس أنفسهم من ساعدوا على كل تلك الفوضـى لتقديم النصيحة له حتى لا تتم سرقة البنوك، لذلك أتمنـى أن يكون ذلك هو سبب تواجدهم هناك، لكني أدرك أن الحقيقة أقرب إلى أن “أوباما” لم يفهم أيهم كان المقلد وقد تم إخباره بأن أولئك اللصوص كانوا أشخاص أذكياء، لذا علينا أن نستعين بهم. وكان مثبـط للعزيمـة أن تـرى أولئـك الـرجـال الثلاثـة يتولون مهمة اقتصادنـا. الأمور التي مثلت صدمة بالنسبة لي هم الطيار ينفي شركات خطـوط الطيران وكـم يحققون من الأرباح، تأمين “الفلاحين الأموات”.

قلت بأن هناك جـزء من الفيلم صـور خصيصا لشخص واحدمـن الجمهور، هل بإمكانك أن تخبرنا عن ذلك الشخص الواحد من الجمهور؟

عندما أضفت مشهد “اوباما” وهو على وشك أن يستلم كل ذلـك المبلـغ مـن الـنـقـود. حينما بدا أنه سيفوز، كل شركات “وول ستريت” وكل تلك البنوك بدأت تقذف بتلك النقود عليه. وضعت “غولدين ساشـس” كونه المسـاهم رقم واحد بالنسبة له وفكرت حينما كنت أقوم بذلك، قلت: “أنت تعلم، أنـا لا أقوم بهذا فعلا لعامة الجمهور. أنا أقوم فيه من أجل “أوباما” حتـى يراه. أنا أقوم فيه من أجل شخص واحد من الجمهور لأنني أردته أن يعلم أننا نعلم، وأردته أن يعلم أنني أخبر الجميع. بمقـدار تقدير وحبـي لذلك الرجـل، أردت أن أضعه في صورة الوضع وأنـه إذا لم يقم بخدمـة مصالحنا الشخصية، إذا وقف إلى جانب “وول ستريت”، وعائلة البنوك المجرمة المنظمة وشركات الاستثمار. أنا أقصد، أننـا نتحدث عن “بيرني مـادوف وخطته ‘بونتزي- إذا لم يقف في صفنـا ووقف في صفهم، ففيلمي القادم سيكون بمثابة الفيلم الذي صنعته عـن “بوش”، وسيبدو فيلما من أفلام ديزني.

أخبرنا عن استخدام الخوف الـذي تتحدث عنه في أفلامك؟

هـذا هو المغزى الذي اختبره في أفلامي القليلة الماضية، حقيقة منذ فيلم for Columbine Bowling، حينما كنت أحاول اكتشاف لماذا نمتلك 220 مليون بندقية في منازلنـا، ولا أعتقد أنها من أجل اصطياد الطيور. لا أتذكـر الإحصائيـة تماما، بما يعادل 80 % من هذه الـبـنـادق في الضواحي وفي أقسـام المــدن التي يقطنها البيـض. لذا لماذا يشتري البيض كل تلك البنادق؟ لذلك في ذلك الفيلـم اختبرت الخوف المتلاعب الذي نشأ حول الإنسان الأسـود وفي المجمل العام حول الأمريكي الإفريقي، حيث شعر الناس البيض أنه من المستحسن أن يكونوا مسلحين وإلا سيقوم شخص بإيذائهـم. أعتقـد أنها فقـط إحدى الأمـور العبقرية التي قام بها الغني والمستقيم. أدركوا كم أننا نحن كأمريكيين مجموعة مـن القطط الجبانـة، يقولون فقط “بوو” ومن بعدها نقفز، لست متأكدا تماما لماذا يحدث هذا الأمر، أعتقـد أن لهذا علاقـة بطبيعتنا الأمريكيـة وأعتقد أنهم يعلمون عنا ذلك وأعتقد ذلك مع عملية الإنقاذ المالي، كان هناك العديد منا يفكرون قائلين، ‘يا الهي ماذا لـو كان ذلك فعلا حقيقي؟” كم عدد الأشخاص الذين فكروا بالذهاب إلى البنك أو إلىATM واستخراج ما أمكنهم من النقود لأن في عطلة ذلك الأسبوع قد لا يفتح البنـك أبوابه يوم الاثنين؟ “ملاحظة” عدد الأشخاص الذين رفعوا أيديهم كان خمسة.

فيلم Fahrenheit11/9 لم يستطع أن يغير من تفكير عدد كاف من الناس

قلت بأن الهدف سـقط في مدة قصيرة سابقا وسؤالي هو ما هو برأيك الذي يفصل ما بين الإثارة والرغبة في التغيير الذي نـشـعـر فيـه كجمهـور حينما نشاهد أحد أفلامك والتغيير الفعلي يحدث، وماذا نستطيع أن نفعل لسد الفجوة؟

هـذا سـؤال رائع، ولقـد تحدثت عن ذلك في الماضي وتساءلت ما الغرض من كل ذلـك. أعتقد بأن ذلك الفاصل ليس بفاصل لأن فيلم Fahrenheit11/9 لم يستطع أن يغير من تفكير عـدد كاف مـن الناس في مـدة أربعة أشهر، ولكنـه كان بمثابة مدفع طلق اتجاه الحكومة المتربصة. منحت الإذن ـ أعتقـد ـ لأناس آخريـن ليقوموا به ويجربـوه، ولكن على أحـد منهم أن يستمر فيه، لقد نسـي النـاس أنه في أول عام من الحرب، حينما بدأت، أن تقـوم بـشـي كـ Fahrenheit11/9 تـم اسـتهجاني على مسرح جوائـز الأوسكار، وبعد خمسة أيام على الحرب استنكر الناس ما قلت هو اعتقـد الناس بأنه شيء بسيط. شعرت بأنني وحيـد جـدا، أتذكر “ال فرانكـن الـذي دعـم الحرب كما فعل “كيث اولبيرمـان”، أتذكر “هارفي” و”بوب واينشتاين” الذين مولوا فيلم/11 Fahrenheit تجادلـوا معهـم لأنهم كانـوا يدعمون الحرب. وأصبح منسيا كيف كان الأمر موحشـا. في العمـل، في حارتـك، بين عائلتك إذا كنت معارضا للحرب في البداية. كأن هناك شيء مخالف للوطنية عنك. لكن الخبر الجيد أنه حينما تم تقديم الحقيقة للشعب الأمريكي سيقومون بالشيء الصحيح دائما. نحن صالحين في جوهرنـا، ولكننـا في بعض الأحيان بطيئين في التعلم، لا يتم ذلك بعد عـرض الفيلم بأربعة أشهر، ولكن ذلك التصنيف الأعلى لاستحسانه، لن يتخطى ذلك التصنيـف إطلاق امرة أخرى بعد فيلم Fahrenheit11/9، وأتذكر أنه فاز بصعوبة في ولاية واحـدة هي “أوهايو” حيث حصل على مائة ألف صوت ناخب، أصغر هامش لرئيس يتولى المنصب بعد فوزه بإعادة الانتخابات، وأخيرا، أعتقـد أن الأمور تحدث، وأتمنى لو أنها حدثت وبعد تحدث الآن. ولكن هذه الأمور لا تثبط من عزيمتي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى