وطني

التراشق الإعلامي هو سيد الموقف في العلاقات المغربية الفرنسي في ظل غياب أي رد رد رسمي من الجانبين

لوسات أنفو: خديجة بنيس

  أشار تقرير نشره موقع DW  الألماني أن زلزال الحوزعمق  من حدة التوتر بين فرنسا والمغرب ، خصوصاً بعد عدم تجاوب المغرب مع أيّ مساعدات رسمية فرنسية، ثم خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي توجه به للمغاربة، والنقاش الذي رافق التغطية الإعلامية الفرنسية.

وأضاف المصدر أن علاقات فرنسا  تشنجت بشكل عام  مع عدد من مستعمراتها السابقة في إفريقيا،والأمر الذي بدا جليا بعد الإنقلابات الأخيرة التي شهدتها دول غرب إفريقيا معقل النفوذ الفرنسي في إفريقيا، بينما الوضع  مع دول شمال افريقيا يتراوح بين مدٍ وجزر، خصوصاً مع دول المغرب والجزائر وتونس.

لم يوضح أيّ من المغرب أو فرنسا رسمياً أسباب الجفاء، وأشار التقرير أنه يمكن الجزم بأن موقف فرنسا من قضية الصحراء يأتي  في الدرجة الأولى، خاصة وأن المغرب أشار في أكثر من مناسبة إلى أن قضية الصحراء هي النظارة التي يرى بها المغرب علاقاته الثنائية، وبالتالي فإن عدم اتخاذ فرنسا لإجراءات ملموسة تدعمه في نزاع الصحراء، تضايق المغرب،  فضلاً عن اتهامات من وسائل إعلام مغربية لباريس بالمساهمة في توتر المغرب مع جهات أوروبية كالبرلمان الأوروبي، والتأثير على قراراته الأخيرة المتعلقة بـ”مزاعم رشاوى مغربية”.

وتشيرتقارير إعلامية أسهبت في الاجتهاد وذكرت أسباب من هنا وهناك، إلى ملف برنامج بيغاسوس الذي اتهمت وسائل إعلام ومنظمات الرباط باستخدامه ضد شخصيات منها شخصيات فرنسية رفيعة كماكرون، ثم يأتي ملف التأشيرات إلى فرنسا التي خفضتها باريس إلى الحد الأدنى “رداً على عدم تعاون في مجال الهجرة”، وهو إجراء اتخذته كذلك بحق الجزائر وتونس.

ويرى الخبراء بأن هناك أزمة حالية في العلاقات، لكنها استمرار لأحداث سابقة، وهذه الأزمة تعمقت أكثر في الزلزال الأخير، عندما  لم يستعن المغرب بفرنسا، وهو ما يراه المحللون رسالة من الرباط بكونها قادرة على مواجهة الوضع دون باريس، وأنه إذا كانت الحاجة لدعم خارجي (تمت الاستعانة رسمياً بأربع دول) ففرنسا ليست بينها، ما يعني أن زمن التعويل على فرنسا انتهى، خصوصا أن التغطية الإعلامية الفرنسية للزلزال حسب قوله كانت سلبية واقتربت من “التحريض والتحريف”.

وأضاف المصدر أنه مؤخرا نفت الرباط وجود أيّ خطط لاستقبال ماكرون ردا على تصريحات فرنسية بتلقي الرئيس الفرنسي دعوة رسمية، وحاليا لا يوجد سفير مغربي في باريس منذ فبراير الماضي، إلا أن العلاقة المغربيةالفرنسية تبقى استراتيجية، فقد كانت  فرنسا إلى عهد قريب المستثمر الأجنبي الأول في البلاد (فقدت المركز في عام 2022)، بينما المغرب هو المستثمر الإفريقي الأول في فرنسا.

ومن جهتها ترى  فرنسا أنها تُواجه بكمٍ من الأخبار الكاذبة والحملات المضللة. ماكرون كان قد نفى سابقاً أن تكون الحكومة الفرنسية وراء اتهام المغرب بموضوع بيغاسوس، أو إصدار البرلمان الأوروبي لقرار يدين المغرب عام 2023 في حرية الصحافة.

كما قال السفير الفرنسي بالرباط، كريستوف لوكورتيي، أن هناك “معلومات كاذبة” تؤثر نوعاً ما على العلاقات بين البلدين، متحدثا لوسائل إعلام أن هناك سوء فهم يتطلب توضيحا وحوارا صريحا. وأشارت سفارته في حادث سابق إلى ضرورة “توخي الحذر إزاء بعض المعلومات التي قد تنشر في وسائل الإعلام أو شبكات التواصل الاجتماعي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى