ثقافة

أوان الفلسفة، كتاب جديد للفيلسوف عبد العزيز بومسهولي

لوسات أنفو: باسم الشغوف

صدر عن دار منشورات الربيع بمصر عمل فلسفي جديد  للفيلسوف المغربي عبد العزيز بومسهولي يحمل عنوان ” أوان الفلسفة؛ في سؤال الفلسفة الآن و فلسفة الزمان”. و يشكل العمل الجديد استمرار لمشروع الفيلسوف المغربي  المتمثل في استكشاف قدرات تجربة على التجاوب مع نداء الوجود.

ويقول المؤلف في عمله  عن العودة إلى طرح سؤال الفلسفة “هذا الإلحاح على الطرح يكشف حقيقةً لا تتعلق بماهية الفلسفة، لكنه -الإلحاح- يتعلق بالوضعية التي يكون فيها المُتفلسف في موقف وجهة نظر، ومعنى ذلك أنه لا جدوى من إعادة صياغة السؤال: ما الفلسفة؟ وذلك لأن هذا السؤال جدري بكيفية ميتافيزيقية، فنحن لن نستغني عن هذا السؤال ذاته كما هو في صيغته الناجزة، والتي تظلُّ تساؤلًا عن ماهية الفلسفة، بوصفه سؤالًا لا يقبل التجاوز، وإذًا سيكون سؤالنا مجرد سؤال فرعي: هل بإمكان التساؤل عن ماهية الفلسفة أن يقود إلى ماهيتها؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يجب عليَّ -كما يجب على كل مُتفلسف في أيِّ لحظةٍ من لحظات التساؤل- أن أُعيد طرح سؤال ماهية الفلسفة وكأنه سؤال لا يقبل التجاوز.”

و يضيف” يبدو أننا اليوم مدعوون إلى طرح سؤال الفلسفة، لا بوصفه موضوع تجربة المعرفة، بل تجربة تفلسف، لا يجعل معرفة الحياة ممكنة فقط، بل يجعل الحياة نفسها ممكنة. إذ إن ثمة فرقًا بين معرفة الحياة التي نعيشها ونعيش فيها، بوصفها موضوعًا لمعطى وجود سابق على كائن المكون L’être de l’étant، وبين إمكان حياة لا نختارها فقط، وإنما نبتكرها بوصفها نمطًا لتجربة الفكر، أي لقدرة تركيبية للفكر، تجعل حياة يرغب فيها الجسد -بوصفه توسطًا بين الأنا والعالم- ممكنة، أي أنها تجعل الرغبة ذاتها ممكنة، كما تجعل من فعل الرغبة في حياة مرغوبة ممكنًا أيضًا..”

و يعتبر عبد العزيز بومسهولي في كتابه الجديد أن ” سؤال الفلسفة  ينطوي على المهمة الأساسية للفلسفة، لا من جهة الجدوى أو النفع، وذلك لأن سؤال جدوى الفلسفة يختلف جوهريًّا عن سؤال المهمة، كون سؤال الجدوى أو المنفعة رهينًا بما هو مباشر أو ما قابل للاستعمال في حدود الرغبة الآنية، التي يمكن إشباعها بشتى السبل والوسائل التي يوفرها نظام الوفرة، من قبيل ما توفره لنا الطبيعة من جهة، وما يوفره العلم والتقنيات العابرة لوجودنا من جهة أخرى.”

و يؤكد أن ما توفره الطبيعة من موارد، وما يوفره العلم والتقنيات، كفيلان بإشباع حاجياتنا البيولوجية والمادية، والمعرفية، والحال أن حاجتنا للفلسفة ليست من هذا القبيل، لأنها لا تنتمي إلى نظام الوفرة، وإنما إلى نظام الندرة، كونها متعلقة برغبة غير مباشرة ولا هي آنية، أي برغبة غير قابلة للإشباع، ولذلك فهي رغبة لا متناهية لا تشبع في حدود الاستعمال المباشر، أو هي ذات طبيعة ميتافيزيقية محضة، غير أنها تظل مع كل ذلك سابقة على كل الرغبات الأخرى، لسبب بسيط، كونها تنتمي إلى الأساس الذي ينتمي إلى الوجود الذي تتعين فيه كينونتنا بوصفها نمطًا فريدًا لا يكتفي بإشباع الحاجيات والرغبات الآنية فقط، بل يسعى إلى كمال الكينونة، والحال أن هذا المسعى الميتافيزيقي لا يتحقق على نحو الرضا التام بالواقع، وإنما يتحقق في المسعى ذاته الذي لا يتوقف أبدا.

كتاب عميق و ممتع و جدير بالقراءة و التأمل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى