دولي

أمريكا تحاول تلميع صورتها بعد المجازر المرتكبة في غزة بمباركتها

وتسعى لإقرار هدنة إنسانية علنا ، و تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل سرا

لوسات أنفو : خديجة بنيس

قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن المسؤولين الأمريكيين يبذلون جهودا مكثفة للإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس الفلسطينية في غزة ولكن لا يوجد ضمان لنجاح ذلك المسعى أو إطار زمني لتحقيقه، بحسب وكالة رويترز.

وأضاف المسؤول لرويترز أن هناك “اتصال غير مباشر” يهدف إلى إيجاد إطار لإخراج الرهائن من غزة لكن الأمر صعب للغاية، مشيرا أن الأمر سيطلب “وقف إطلاق النار، ولا يوجد اتفاق كبير حتى الآن لإنجاز ذلك رغم المجهودات التي نبذلها لتحقيق ذلك.”

وقال باتريك رايدر الناطق باسم البنتاغون؛” دعما لجهود الإفراج عن الرهائن تحلق مسيرات أمريكية غير مسلحة فوق غزة ونقدم نصائح ومساعدة إلى شريكنا الإسرائيلي.”

ونقلت “سي أن أن” عن مسؤولين أميركيين توقعاتهم بأن تدخل حرب إسرائيل على غزة،مرحلة جديدة في الأيام المقبلة، ستعمد إسرائيل خلالها إلى تقليص حجم حملتها الجوية والتركيز على عملية برية أكثر تكتيكية.

وأكد البيت الأبيض أنه سيواصل النقاش مع إسرائيل بشأن التوصل لهدنة إنسانية مؤقتة، وشددت الولايات المتحدة  على أنها لاتسعى إلى التصعيد وتوسيع الصراع بين إسرائيل وحماس، مضيفة أنه في حال توسع الصراع، لايمكن تصور الدمار الذي سيحل بلبنان وشعبه وبالتالي يجب تجنب ذلك.

أمام هذه التصريحات الأمريكية، قد يخيل لنا بأن  موازين القوى في الحرب  على غزة متساوية، إلا أن واقع الحال عكس ذلك تماما، لأن المتحكم بزمام الأموروالرافض لحلول التسوية فيما يخص الرهائن هو جيش الإحتلال الذي لم يهضم بعد عملية طوفان الأقصى التي أظهرت للعالم ضعف الكيان المحتل على جميع المستويات،  وبالتالي فإن دافعه الأوحد هو الإنتقام، وذلك بالإعتداء  على المدنيين في قطاع غزة بأبشع الطرق والأساليب التي لم تشهد البشرة الحديثة مثلها قط، انتقاما وردا على حركة حماس على حد تعبيره، إلا أن أفعاله تقول عكس ذلك فالكيان الصهيوني يمارس عدوانيته ووحشيته وإبادة جماعية للفلطسنيين ليحقق هدفه الذي سطره من زمان ( التطهير العرقي)، إلا أن السحر انقلب على الساحر والإحتلال حفر قبره بيده، وعوض أن يظهر قوته ويحفظ ماتبقى من ماء وجهه أمام العالم، انكشفت حقيقته أمام العالم، وأظهر للبشرية جمعاء وحشية الكيان الصهيونيالمحتل، والقاعدة التي لايختلف عليها اثنان  هي أن مصير الإحتلال هو الزوال لا محالة.

والولايات المتحدة تدرك جيدا المأزق الذي تعيشه إسرائيل، ونجدها لم يغمض لها جفن منذ السابع من أكتوبر، شعرت بخطر الزوال وتجندت لحماية وجودها المتمثل في إسرائيل في الشرق الأوسط. جندت إعلامها الذي ضرب مهنيته عرض الحائط خدمة لإسرائيل، ووضعت أحدث معداتها العسكرية تحت تصرف جيش الإحتلال، ويجزم الخبراء والمختصين  أنه لولا الولايات المتحدة لما استطاعت إسرائيل الصمود أمام حماس في غزة.

وفي ظل القصف الإسرائيلي  العنيف و المستمر على  مدار الساعة،وأمام دعوات المنظمات الأممية الحقوقية إلى ضرورة وقف إطلاق النار في غزة،  تتوقع إدارة جو بايدن أن تشهد الحملة الجوية الإسرائيلية “انخفاضًا عما رأيناه”، في ظل تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وبحسب توقعات البيت الأبيض فإنه سيتم الانتقال إلى التركيز أكثر على الحملة البرية بهدف القضاء على الشبكة الواسعة من مجمعات الأنفاق تحت الأرض التي تعمل “حماس” منها.

وفي هذا الصدد قال بلينكن خلال لقائه نتنياهو،الجمعة ، خلال زيارته لإسرائيل؛ “إن هذه الأيام صعبة  ولكننا هنا مثلما كنا ومازلنا متضامنين مع إسرائيل.”

و أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتون على رغبة واشنطن في رؤية وقفات إنسانية في القتال في قطاع غزة، مع الاعتراف بالتحدي المتمثل في منع حماس من استخدام الهدنة المؤقتة لصالحها.

وفي المقابل عارض نتنياهو مثل هذه التوقفات  في بيان جاء فيه أنه يرفض طرح كبير المسؤولين الأمركيين في إشارة غير مباشرة للنكن، يرفض أي وقف مؤقت للقتال ضد حماس لا يشمل “الإفراج عن أسرانا.”

وأوضح الإعلام الإسرائيلي أن هذا التعارض في تصريحات الجانبين علامة علىفجوة بينهما، ويبدو أن الفجوة بدأت تتوسع شيئا فشيئا وويتجلى ذلك مليا عندما دعا بلينكن إلى إمداد القطاع بالوقود إلى جانب المساعدات الإنسانية الأخرى، قائلا إنه يمكن وضع “آليات” لضمان وصوله إلى مستشفيات غزة. وأشارأنه “من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها إلا أنالطريقة التي تفعل بها إسرائيل ذلك مهمة”،  وقال بصراحة: “نحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين الفلسطينيين.”رفض نتنياهو دعوة بلينكن وصرح قائلا ” لن نتوقف حتى النصر” وأضاف  أن “إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار المؤقت الذي لا يشمل إطلاق سراح رهائننا. إسرائيل لن تسمح بدخول الوقود إلى غزة وتعارض إرسال الأموال إلى القطاع.”

 ربما ظن إعلام دولة الإحتلال أن المتتبع للأحداث في غزة، لا يعلم بأن لولا الولايات المتحدة لما استطاع جيش الإحتلال الإسرائيلي أن يصمد أمام بسالة المقاومة الفلسطينية، وينتظر منا أن نصدق بأن هناك اختلاف في الرؤى بين نتنياهو وبلينكن، ربما هذا إعلام الإحتلال  لم يعلم أن أصدق ماقاله بلينكن خلال تصريحاته خلال زيارته الأخيرة لتل أبيب هي  عندما  صرح قائلا، “طالما تبقى الولايات المتحدة واقفة، فلن تقف إسرائيل وحدها.”

 إذن فحتى لو افترضنا أن الرؤى تعارضت في هذه النقطة ( هدنة إنسانية)، فإن تأكيد الولايات المتحدة بأنها تقف مع إسرائيل تعبير واضح على أنها لن تبسط عليها سلطاتها لإرغامها على إعلان الهدنة أو وقف إطلاق النار لفترة زمنية قصيرة، خاصة وأنها ( الولايات المتحدة) صرحت سابقة بأن الهدنة من شأنها أن تجعل حماس تأخذ نفسا  وتستجمع قواها ومن غير المستبعد إعادة سيناريو طوفان الأقصى.

وعقب هذه تصريحات بلينكن معارضتها من قبل نتنياهو، والزخم الإعلامي التي صاحبها  فضلا عن  تصريحات المسؤولين الأمريكييين حول الهدنة الإنسانية في القطاع، خرجت حماس بصريح على لسان عضو مكتبها السياسي عزت الرشق، تؤكد أن الولايات المتحدة لها يد في المجازر التي ارتكبت في قطاع غزة وهي من أعطت الضوء الأخضر لمرتكبيها من جيش الإحتلال.

وبالتالي فإن هذه التصريحات أمام العالم، لاتسمن ولا تغني من جوع، والغرض منها إطفاء غضب الشارع الأمريكي بالدرجة الأولى الذي يمارس ضغطا كبيرا على الإدارة الأمريكية، وليس الحد من معاناة الغزيين.

وبالتالي فإن المزاعم التي تفيد بأن الغرض من زيارة بلينكن لتل أبيب هو الضغط على إسرائيل من أجل “هدنة إنسانية” في غزة، كلها لا تمت للواقع بصلة، صحيح أن الولايات المتحدة تسعى إلى هدنة لكن ليس في غزة، وإنما في شوارع الولايات المتحدة الأمريكية.

 ولعل مايفند هذه المزاعم التي تجعل من أمريكا حمامة السلام، تقريرلصحيفة “تروث أوت”

  الذي يفيد بأن البيت الأبيض يحاول تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل بسرية تامة بدون الرجوع للكونغرس أو الجمهور، وأمام ذهول وصدمة  الخبراء، أوضح التقريرأنه في خطوة غير معتادة إلى حد كبير، طلب البيت الأبيض أن يكون قادرا على إجراء صفقات أسلحة مع إسرائيل بسرية تامة، دون إشراف من الكونجرس أو الجمهور في الوقت الذي تدعم فيه الولايات المتحدة جيشاً يقول الخبراء إنه يرتكب جرائم الحرب في غزة وخارجها.

 وبالتالي فإن كل الخرجات الإعلامية للمسؤولين العسكريين في مختلف وسائل الإعلام، والتي تصب كلها  في اتجاه وقف أو تخفيض من حدة التصعيد في القطاع، متجاهلين تماما التعليق المجازر التي ترتكب في غزة أثناء مشاوراتهم ونقاشاتهم،التي يتشاورون خلالها حول الكلمات المناسبة ، وأسلوب الخطاب الذي من شأنه أن يؤثر على الرأي العالمي، حتى أنهم لايغفلون تعابير وجوههم كيف يجب أن تكون، حتى سيتطيعوغسل أدمغة الشعوب من مختلف بقاع العالم  التي سئمت رؤية المذابح التي تظهر وحشية العدوان الإسرائيلي.

 وبالمختصرالمفيد فإن كل هذه التصريحات من لدن هؤلاء المسؤولين، هدفها الأساس هو الحفاظ على  الأمن والإستقرار في بلدانهم والتهدئة من روع مواطنيهم الذين يطالبوهم بالتحرك لوقف إراقة الدماء،وقتل الأطفال في مجازر أقل مايقال عنها فضيعة لايستوعبها عقل الإنسان السوي، والأكيد أن مرتكبيها لايمتون للإنسانية بصلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى