تحليلات استراتيجية

أبرز الممرات التنموية في الإقتصاد العالمي

لوسات أنفو: خديجة بنيس

يشهد العالم تسارع وتيرة عولمة الاقتصاد منذ منتصف القرن الماضي، مصحوبةً بتقدم تكنولوجي مستمر في مجال النقل، وفي المقابل تم إطلاق العديد من المشروعات الخاصة بإنشاء ممرات تنموية؛هدفها الرئيسي تسهيل نقل وتبادل البضائع، ومن ثم توفير الوقت والمال، وتعزيز مكانة الدول الشريكة في تلك المشاريع اقتصادياً. وقد أُطلِق على تلك الممرَّات مسمى ممرَّات التنمية؛ نظراً إلى كون تلك الممرات غالباً ما تصحبها تنمية المناطق المحيطة بها.وفق ماجاء في  تقرير لمركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية

ويُعرف المركز ممر التنمية بأنه التوسُّع العالمي الحالي والمستمر في البنية التحتية أو طفرة البنية التحتية العالمية، لاقت فكرة إنشاء ممرات تنموية قبولاً وإقبالاً واسعاً لدى العديد من دول العالم خلال العقد الماضي، حيث حرصت الصين على تعزيز تعزيز قوتها الاقتصادية ونفوذها السياسي على الساحة الدوليةعبر مبادرة الحزام والطريق، والذي يضم ستة ممرات مترابطة عبر البر والبحر، تمكنت الصين من خلالها من تطوير علاقات اقتصادية متماسكة وقوية مع الدول الشريكة في المبادرة.

وفي ماي عام 2022، وعلى خلفية أزمة الغذاء التي شهدها العالم عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا؛ تم تدشين ممر في البحر الأسود لتوريد الحبوب من أوكرانيا، وذلك بغية توريد ملايين الأطنان من شحنات الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وهي الفكرة التي لاقت استحساناً من الولايات المتحدة، خاصةً أن المبادرة جاءت استجابةً لتضخُّم أسعار الغذاء، ومخاطر انعدام الأمن الغذائي العالمي، الذي بات يهدد حياة الملايين.

وجاء في التقرير أن روسيا بدورها  تسعى لتطويرممر البحر الشمالي الروسي،في إطار البحث عن سبل تعزيز التعاون الدولي في سبيل لعب دور محوري وبارز في سياسة الممرات، سواء بتطوير ممر البحر الشمالي الروسي، أو باستكشاف فرص إنشاء ممرات جديدة.

مضيفا أن موسكو باتت مهتمة بشكل كبير بتطوير ممر البحر الشمالي الممتد عبر منطقة القطب الشمالي، الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ عبر المحيط المتجمد الشمالي؛ لما يشكله ذلك من فرصة لتوظيف الممر في تصدير النفط والغاز إلى الأسواق الخارجية، خاصةً أن الممر بات خالياً من الجليد بدرجة كبيرة.

ووفق MIR يعد مشروع قناة إسطنبول بمنزلة ممر مائي ضخم على حافة إسطنبول ومن أكثر المشاريع الإستراتيجية فب تركيا ، كان  قد دعا إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بديلاً لمضيق البوسفور، في عام 2011، يتوقع أن تعبر خلاله نحو 43 ألف سفينة سنوياً.

فضلا عن إطلاق مشروع ممر بحري بين تركيا وإيطاليا وتونس، الذيمن المفترض أن يربط بين تركيا وإيطاليا وتونس؛ وذلك بهدف توفير ممر يُمكن من خلاله الوصول من المغرب العربي إلى البحر الأسود، ويمثل ذلك الممر في الوقت ذاته أداة ربط أساسية ممكنة بين أوروبا وأفريقيا؛ وذلك من خلال ربط الساحل المغاربي الأوسط بأوروبا عبر نظام السكك الحديدية العالية السرعة في إيطاليا.

ويشير المركز أنه خلال قمة العشرين التي عُقدت في التاسع والعاشر من شتنبر الجاري، تم توقيع مذكرة تفاهم من قبل حكومات كل من السعودية، والاتحاد الأوروبي، والهند، والإمارات، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة. وبموجبها، فإن الدول الموقعة تلتزم بالعمل معاً من أجل إنشاء ممر اقتصادي يربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وهو المشروع الذي من المتوقع أن يحفز التنمية الاقتصادية من خلال تعزيز الاتصال والتكامل الاقتصادي بين آسيا والخليج العربي وأوروبا.

وأوضح المصدرالإهتمام المتزايد بممرات الشحن الخضراء، والتي أضحت  ضرورة أساسية في السنوات الأخيرة، باعتبارها طرق محددة ومعلومة بين مراكز الموانئ الرئيسية؛ حيث يتم من خلالها تحفيز جدوى الشحن الخالي من الانبعاثات ، في ظل سباق الشحن الراهن نحو بلوغ صافي صفر انبعاثات، عبر تحفيز تقنيات وخدمات الشحن الجديدة الخالية من الانبعاثات الكربونية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى