2023، العام الذي لن تسمح لنا غزة بالنظر فيه بعيدًا

في نهاية كل عام، نقوم بإعداد قصص تلخص ما حدث خلال السنة – أشياء ممتعة، وأشياء مضحكة، وأشياء مثيرة للغضب. هذا العام، عندما جلسنا لتلخيص عام 2023، لم يكن هناك سوى شيء واحد يمكننا أن نتذكره – غزة.

لقد طغت المقاومة الفلسطينية والهجمات على غزة تمامًا على جميع المحادثات والأخبار الأخرى لدرجة أننا نعتقد أنه من المناسب التحدث عن مدى تأثيرها الكبير علينا وعلى بقية العالم.

لم يعد يُسامح الناس على التزامهم الصمت إذا كان لديهم عدد أقل من المتابعين، إذ كان من المتوقع من الجميع، بغض النظر عن منصبهم أو وضعهم الاجتماعي، أن ينشروا مقالات عن غزة ويرفعوا أصواتهم من أجل الفلسطينيين.

موقع ” IMAGES” عبارة عن منصة ثقافية، ولكن كل المحادثات التي أجريناها منذ أكتوبر كانت حول المقاطعة ، ومن يتحدث ومن لا يتحدث، وكيفية المساعدة ، ولماذا تكون حياة بعض الأشخاص أقل أهمية من الآخرين. لقد رأينا المشاهير المحبوبين يسقطون من  أعيننا ورأينا آخرين يرتفعون في تقديرنا ، في كل مكان.

حتى المشاهير الباكستانيين لم يسلموا من الانتقاد لعدم التحدث. كانت الرسالة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي واضحة:  تكلم أو اخرج. وهذا جعلنا ندرك أهمية أصواتنا الفردية، وهو أمر لم نقدره حقًا من قبل.

ولم يعد يُسامح الناس على التزامهم الصمت إذا كان لديهم عدد أقل من المتابعين، إذ كان من المتوقع من الجميع، بغض النظر عن منصبهم أو وضعهم الاجتماعي، أن ينشروا مقالات عن غزة ويرفعوا أصواتهم من أجل الفلسطينيين. لا تزال مقاطعة المنتجات والخدمات المرتبطة بإسرائيل قوية في باكستان، حيث لا يتعرض المشاهير وأصحاب النفوذ وحدهم للانتقادات بسبب دعمهم لستاربكس أو ماكدونالدز.

ما يحاول الجميع قوله هو أنه لا يوجد شيء اسمه الحياد عندما يتعلق الأمر بالعنف والقتل – فالبقاء على الحياد والهدوء يعني الوقوف إلى جانب القتلة.

إن ارتداء ملابس زارا أو الإعجاب بصور كيم كارداشيان يشبه دعم إسرائيل في نظر الناس الآن، وهم لا يحاسبون المشاهير فحسب، بل يحاسبون أصدقاءهم وعائلاتهم.

الصمت أصبح الآن تواطؤا، وحتى تايلور سويفت لم تنج من غض الطرف عن العنف في غزة. دعونا لا نتحدث حتى عن أداء سيلينا غوميز بعد محاولتها البقاء محايدة. لأنه في نهاية المطاف، ما يحاول الجميع قوله هو أنه لا يوجد شيء اسمه الحياد عندما يتعلق الأمر بالعنف والقتل – فالبقاء على الحياد والهدوء يعني الوقوف إلى جانب القتلة.

لقد حدث الكثير لدرجة أنه يكاد يكون من المستحيل أن نتذكر أن الموجة الأخيرة من الهجمات على غزة بدأت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأنه كانت هناك 10 أشهر كاملة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول تلاشت من ذاكرتنا. لقد تعلمنا ما يعنيه أن تكون فلسطينيًا ، ومدى أهمية ليس فقط التحدث عن ذلك، ولكن أيضًا تضخيم أصوات أولئك الذين عاشوا أو يعيشون في ظل العنف.

ورغم أن البعض قد يصف غزة بأنها “قضية سياسية”، فإننا نقول خلاف ذلك. إن “السياسة” والمجتمع والثقافة متشابكة بشكل عميق لدرجة أن الفصل بينها أمر مثير للضحك. تشكل معتقداتك – السياسية أو الاجتماعية – جزءًا كبيرًا من هويتك ومن الثقافة التي تنتمي إليها. الثقافة هي أكثر من مجرد أزياء المشاهير وأفلامهم، فهي تتعلق بالأشخاص والمحادثات التي تجري. إن دفن رؤوسنا في الرمال – كما فعل العديد من أقراننا الدوليين – سيكون بمثابة ضرر كبير، ليس فقط لقرائنا، ولكن أيضًا لأنفسنا .

مع دخولنا عامًا جديدًا، نأمل أن يتم ترك أعمال العنف والدمار التي حدثت في عام 2023 وراءنا وأن يكون عام 2024 بمثابة وقت أكثر سلامًا للجميع.