هل تصبح غزة ساحة صراع بين القوى العالمية؟
لوسات أنفو : خديجة بنيس
بينما العالم يطالب بوقف إطلاق النار على قطاع غزة، تقدمت واشنطن إلى الكونجرس بطلب المزيد من الدعم لتقديمه إلى إسرائيل لمساعدتها على إبادة الشعب الفلسطيني ومشاركتها في المجازر الذي يرتبكها الكيان الصيوني في القطاع في خرق سافر للقانون الدولي.
تحركات واشنطن بطلب تمويل إضافي بقيمة 106 مليارات دولار من الكونجرس، لتمويل خطط إنفاق ضخمة تتعلق بأوكرانيا وإسرائيل؛ تحت دريعة دعم شركاء الولايات المتحدة وعلى أساس أنه أمر حيوي للأمن القومي.
إلا أن الظاهر أن هم الإدراة الأمريكية هو أنها لا تريد أن تترك روسيا تنعم وحدها بخيرات البلاد العربية بل تريد أن يكون لها النصيب الأكبر من الغنيمة، وبالتالي فإنها تعامل الإعتداء الصهيوني في غزة على مسافة واحدة وكأنه مكسب لروسيا في أوكرانيا.
وطالب كل من وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن تمويل إضافي لدعم تل أبيب وكييف عسكريا، وسط خوف من أن يتسبب رفض المشرعين مزيد من التمويل في تحقيق روسيا مكاسب على الأرض في أوكرانيا.
وفي هذا الصدد برر أوستن طلبه قائلا: ” أستطيع أن أضمن لكم أنه بدون دعمنا بوتين سيحقق نجاحات وسيصبح أقوى وسيفعل مايحلو له”
تصريحات تؤكد قلق واشنطن من تغير موازين القوى عالميا، وبينما رفضت روسيا الحرب على غزة ، متهمة أمريكا بالوقوف وراء المجازر التي تحدث في القطاع، تعيش واشنطن على على خوفين؛ فلا قدرة لها النأي بنفسها عما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، ولايمكنها أيضا أن تتحمل نجاح روسيا في توسيع نفوذها في المنطقة.
وارتباطا بالسياق صرح بوتين قائلا:” إن مساعدة فلسطين ممكنة فقط عبر الحرب ضد أولئك الذين يقفون وراء هذه المأساة، وإننا في روسيا نقاتلهم في إطار العملية العسكرية الخاصة”، ويقدم الرئيس الروسي نفسه فعلا في المنطقة كحليف رئيسي من أسيا إلى أفريقيا، مثيرا خلال السنوات الأخيرة قلق أمريكا التي بدأت تنسحب تدريجيا خلال العامين الأخيرين من المنطقة، لكن الهجوم المباعث لحماس يوم السابع من أكتوبر، كان فرسة لتعزيز وجودها مرة أخرى.
وحتى الآن تستمر الولايات المتحدة في تعزيز دعمها لإسرائيل بإرسال حاملات الطائرات وجنود وعتاد، ولكن في المقابل تراجع الزخم حول أوكرانيا، ومن أوكرانيا إلى غزة لا ترى واشنطن في كل مايحدث سوى صراع القوى مع موسكو وترفض أن تخرج منه خاسرة.
( عن الشرق)