هل يشكل انقلاب النيجرالضربة القاضية للنفوذ الفرنسي في منطقة الساحل الأفريقي؟
لوسات أنفو: خديجة بنيس
تشهد القارة الأفريقية خصوصا منطقة الساحل انقلابات متتالية في السنوات الأخيرة في كل من بوركينا فاسو، ومالي، وكان آخرها الإنقلاب في النيجر، هذه الإنقلابات تثير حفيظة فرنسا وتعيد إلى الواجهة مستقبل النفوذ الفرنسي في المنطقة.لأن المجالس العسكرية التي تنبثق من هذه الانقلابات عادةً ما تكون مُعادِيةً لفرنسا، ويكون من أول أهدافها العمل على إخراج القوات الفرنسية من أراضيها.
ووأبرز تقرير لمركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية أن النيجرتعد آخرحلفاء فرنسا في منطقة الساحل، وهناك مؤشرات عدة على جنوح العلاقة بين فرنسا والمجلس العسكري في النيجرنحو المزيد من التأزم منذ انقلاب 27 يوليو 2023 خصوصاً مع اتهام فرنسا بانتهاك قرار إغلاق الحدود، وانتشار التظاهرات المنددة بالوجود الفرنسي في نيامي، ورفع المتظاهرون فيها الأعلام الروسية.
ويبدو أن النفوذ الفرنسي أصبح مهدداً أكثر من أي وقت مضى في هذه المنطقة، على الرغم من كلٍّ ما تمثله من حاجة إلى المصالح الفرنسية، سواء في مسألة مكافحة الإرهاب، أو في منع تمدُّد النفوذ الروسي في الحديقة الخلفية لفرنسا.
وأورد التقرير أن سياسة فرنسا في مواجهة الإنقلاب في النيجر ارتكزت على التنديد بالانقلاب العسكري في النيجرالذي وصفته بالخطير وعدم الاعتراف بالسلطة المنبثقة عن الانقلاب الذي يقوده الجنرال عبد الرحمن تشياني.
كما أصدرت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه) بيان بالرد الفوري في حال وقوع هجوم على رعاياها أو دبلوماسييها أو مبنى سفارتها، كما طلبت وزارة الخارجية الفرنسية من قوات الأمن النيجرية اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن الدبلوماسيين الأجانب في نيامي، بعد استهداف بعض المتظاهرين للسفارة الفرنسية.
واتخذت فرنسا أولى خطوتها بعد الاعتداء على السفارة الفرنسية في نيامي، حيث قامت الحكومة الفرنسية بالبدء في عملية إجلاء لرعاياها الموجودين في النيجروذلك عبر القيام بخمس رحلات جوية بين النيجر وفرنسا.
وأردف المصدر أنه في المقابل اعتبر رئيس الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تشيانيأ نه ليس هناك سبب موضوعي يدفع الرعايا الفرنسيين إلى مغادرة النيجر؛ حيث لم يتعرض أحد منهم لأي تهديد أو مضايقة.