هزيمة الغرب
لوسات أنفو : أيوب داهي
أصدر عالم الاجتماع الفرنسي ايمانويل تود كتابا جديدا تحت عنوان ”هزيمة الغرب”, و الذي توقع فيه أن تخرج روسيا منتصرة من حربها في أكرانيا معتبرا أن هزيمة هذه الاخيرة هي هزيمة للغرب و للولايات المتحدة الامريكية, و زاد محملا اياهم مسؤولية الحرب.
و استعان الكاتب بالكلمة التي كان الرئيس الروسي ايمانويل بوتين قد ألقاها في فبراير سنة 2022, عشية اقتحام روسيا الاراضي الاكرانية حين قال ” لا يمكن أن نقبل بتمدد قواعد الحلف الاطلسي و استخدام الاراضي الاوكرانية لهذا الغرض هناك خطوط حمراء تم تجاوزها لدى فالعمل العسكري هو دفاع عن النفس”. و اعتبر تود أن حرب أوكرانيا تعد مفاجئة كبرى لانها حرب تدور رحاها في أروبا نفسها, لانها قارة ظنت انها تعيش سلاما أبديا.
و يعزو ايمانويل تود نكوص الغرب و اندحاره الى تراجع الوازع الديني و تقلص فضاءات المعتقد في المجتمعات الغربية المسيحية, هذا بالإضافة الى انحلال الروابط الاسرية و الدعم المؤسساتي لحقوق المثلية و هذه كبرى مآسي الغرب حسب ايمانويل تود الذي يعتبر أزمته أزمة العالم بأسره.
و اعتبر ”تود” الذي سبق ان توقع تفكك الاتحاد السوفياتي سنة 1975, ان الحرب في اوكرانيا حملت مفاجئة اخرى هي ان الحرب أشعلت بين الولايات المتحدة و روسيا و ليس الصين رغم ان أمريكا كانت تعتبر و لأزيد من عشر سنوات الصين عدوها الاول. و فاجئت صلابة المقاومة الاكرانية ”تود” بعد ان كان الجميع يتوقع استسلامها السريع, لكن تسلحها بصواريخ مضادة للدبابات بمساعدة حلف شمال أطلسي و امتلاكها أجهزة مراقبة و توجيه أمريكية ساعدها على الصمود.
و حسب الكاتب فقد أظهر الاقتصاد الروسي و هو المنهك جراء الحصار الغربي , الاستماتة و الصمود حيث حافظ البنك المركزي الروسي على توازناته المالية و النقدية و أظهر مرونة اجتماعية و اقتصادية كبيرة.
و اذا ما تحققت نبوءة ”تود” فستكون نبوءة هزيمة الغرب مدوية. و تضيف تحليلاته ان الغرب يدمر نفسه بنفسه من دون ان تهاجمه روسيا, فحسب رؤيته الجيوسياسية الواقعية فروسيا أرض شاسعة و ليست هي المشكلة لان عدد سكانها في تناقص و ستكون غير قادرة على السيطرة على كوكب الارض و ليس لها القدرة و لا الرغبة في ذلك. و يخلص ”تود” ان الازمة هي أزمة غربية و أمريكية بالتحديد و هي بهذا تعرض كوكب الارض الى خطر عدم التوازن.