منتدى السلام والأمن الصيني الأفريقي : مستقبل مشترك في العصر الجديد القائم على التعددية القطبية
لوسات أنفو: خديجة بنيس
تحت عنوان “تنفيذ مبادرة الأمن العالمي وتعزيز التضامن والتعاون بين الصين وأفريقيا” أقيم منتدى السلام والأمن الصيني والأفريقي، في الفترة مابين 28 غشت إلى 2 شتنبر 2023، في نسخته الثالثة، بحضورممثلين رفيعي المستوى من الصين، وعلى رأسهم عضو مجلس الدولة ووزير الدفاع الصيني “لي شانج”، وقادة وزارات الدفاع والقادة العسكريون لما يقرب من 50 دولة أفريقية، بالإضافة إلى 100 من كبار ممثلي الاتحاد الأفريقي.
وأفاد تقرير نشره مركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية، أن المنتدى يهدفوفقا لرؤية الجانب الصيني إلى تعزيز التواصل الاستراتيجي بين الصين ووزارات الدفاع في أفريقيا، وبناء مجتمع صينيأفريقي يكون له مستقبل مشترك في العصر الجديد القائم على التعددية القطبية. وتجدر الإشارة إلى أن النسخة الأولى للمنتدى عُقدت في الصين في منتصف عام 2018، وأقيمت النسخة الثانية افتراضيا في عام 2022.
وأضاف التقرير أن تفعيل “مبادرة الأمن العالمي” الصيني ، شكل الموضوع الرئيسي لهذه النسخة من المنتدي و التي تضمنت جملة من المبادئ الرئيسية لضمان الأمن العالمي من المنظور الصيني، المتمثلة في احترام وحماية أمن كل دولة، وتعزيز التعاون والحوار السياسي، واحترام سيادة وسلامة أراضي جميع الدول، واحترام أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة الصادر في عام 1945، ومراعاة تحقيق التوازن في المصالح الأمنية مع مختلف دول العالم، والتمسك بالحلول السلمية للصراعات والنزاعات بين الدول، وكذلك ضمان الأمن في المجالات التقليدية وغير التقليدية.
وبحسب المصدرفإن انعقاد المنتدى في نسخته الثالثة هو تأكيد على الدعم المستمر للمصالح الأمنية الأفريقية، وهو بمنزلة دلالة واضحة على أولوية المكون الأمني في منظومة التعاون الصيني–الأفريقي خلال الفترة المقبلة،
كما ركزتهذه النسخة علىدعم جهود أفريقيا في مواجهة تحدياتها الأمنية، على رأسها استشراء وانتشار الجماعات الإرهابية العابرة للحدود. حيث سجلت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء أكبر زيادة في وفيات الإرهاب على المستوى العالمي
فضلا عن تفاقم التداعيات المصاحبة لتنامي الاضطرابات الداخلية في الدول الأفريقية، خاصة بعد الصراع الداخلي في السودان منذ 15 أبريل الماضي، والانقلابان العسكريان الحادثان في كل من النيجر والغابون ، وما يصاحب ذلك من تنامي موجات اللجوء والنزوح القسري من جانب، وتزايد مختلف أشكال الجرائم المنظمة العابرة للحدود من جانب آخر.
وأبرزالتقرير أن الصين تعد ثاني أكبر دولة موردة للأسلحة إلى أفريقيا ولا سيما الأسلحة الصغيرة والمتوسطة، إذ إن نحو ثلثي الجيوش الأفريقية تعتمد على استخدام الأسلحة الصينية.
وفي السياق استهدف المنتدى تكثيف نطاق أنشطة التعاون الأمني بين الصين والدول الأفريقية، ويتمثل ذلك بالأساس في المشاركة في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام؛ حيث تشارك الصين في نحو 5 بعثات حالية من إجمالي 12 بعثة على مستوى العالم، كما ينتشر ما يزيد عن 80بالمائة من قوات حفظ السلام الصينية في أفريقيا؛ إذ أرسلت الدولة ما يزيد عن 32 ألف جندي إلى دول أفريقية.