مذكرات المفكر حسن أوزال (3): لا نمضي بعيدا إلا عندما نجهل الوجهة التي إليها نمضي
الأحد 11 أبريل 2010
كنت بمعية عبدالصمد الكباص و ياسين عدنان و مبارك البومسهولي عند صديقنا اللطيف عبد اللطيف:الأجواء ربيعية وكل شيء على مايرام.لكني مباشرة بعدما تفارقنا جاءني نبأ وفاة زوج أختي عمر .تذكرت مرة أخرى حكمة هيراقليطس:لا نسبح في النهر مرتين ؛وكذا ماكتبه شكسبير:الحياة قصة يرويها أحمق.كل هذا يؤكد لي نجاعة الصيغة التجريبية التي لا يمكنني أن أحيد عنها والتي تلخصها العبارتين اليونانيتين: Carpe Diem “أقطف نهارك.
الثلاثاء 13 أبريل 2010 أكادير
إن الناس، يلح نيوتن، يشيدون الكثير من الأسوار و القليل من الجسور.هذا ما لاحظته في العلاقات البشرية ولم أستطع أن أعبر عنه مثلما فعل إسحاق:تبا للغة التي غالبا ما تخوننا.
الثلاثاء 27 أبريل 2010
عندما نلفي عند شيشرون عبارة مؤداها:”أن ما يميز الإنسان ، كونه خطاء،لكن الأحمق وحده من يسترسل في أخطائه “، ندرك مرة أخرى أن سيكولوجيا الخطأ متأصلة حتى عند الفلاسفة ،لا القساوسة وحدهم ؛و تلكم بيداغوجيا أكثر نجاعة لترويض هذا الذي هو الإنسان:فلا بأس أن يعن لمربينا على طول مسار التاريخ الاستفاضة في الترويج لبيداغوجيا الخطأ.
الإثنين 3 ماي 2010
أتلقى نبأ وفاة محمد عابد الجابري.أفكر في موت نزاهة المفكر و موقف الرفض الذي جعله دوما عملاقا لا ينال منه طنين الذباب، أتذكر دعمه لي كلما عثرت على إحدى مقالاتي منشورة بمجلة فكر ونقد ،دون أن أنسى الشيك الموقع من طرفه تعويضا لي عن أول مقال لي بالمجلة.
الثلاثاء 4 ماي 2010
أكتب تعليقا في الأوان بصدد مقال عبد السلام بنعبد العالي بعنوان رحيل صاحب نقد العقل العربي،ألعن الرداءة المتفشية في كل الأرجاء والتي لا تترك مجالا إلا وأفسدته.وبعد مشكل في الإنارة أستعيد العداد و أباشر حياتي على إيقاعات موسيقى القيتارة.لا شيء مشرق يلوح في الأفق.خسارتي خسارتين :وفاة مفكر و انقطاع الكهرباء.
الأربعاء 5 ماي 2010
إن الرغبة في الحقيقة تعني التسليم بالعجز عن إبداعها ،يؤكد نتشه وهو لعمري عجز المريض و المعاق ،المعتل و الأجلف مادام أن هؤلاء كلهم سليلي ثقافة الذحل و تجار الماورائيات .
الأحد، 09 ماي 2010
ينبغي على المرء ألا يحتكم كل يوم إلى ما يتحصله من نتائج قدرما عليه أن يحتكم إلى ما يزرعه من بذور،ذلك أن الحصاد إنما هو أصلا نتاج زرع.
نفس اليوم،في مطعم توفليحت
أنا ابن الجبل،لا أحب بطبعي إلا الأعالي حيث يمكننا أن نتنفس الهواء النقي.فالحثالات تتجمع في الأسفل جراء خضوعها لمنطق الجاذبية أما الأقوياء والفرادات المتميزة فتمر طائرة على نحو ألسيوني لا تعاشر إلا الأثير.آه هل قلت الألسيون،ذلك الطائر الذي يخال الإغريق أنه يهدئ من هيجان و غضب البحر.
الإثنين، 10 أيار، 2010
إننا لا نمضي بعيدا إلا عندما نجهل الوجهة التي إليها نمضي،هذا ما خبرته مع مرور الأيام،وتأكدت من صحته عمليا قبل أن أعثر على مغزاه موجزا في عبارة رائعة لغوته يقول فيها:”لكي أعرف إلى أين أسير فإنني أمشي”.
السبت 15ماي 2010
يصيب جون كوكتو في اعتباره:”السينما بمثابة، الكتابة المعاصرة التي مدادها الضوء”بله كذلك الشأن حتى بالنسبة للفن الفوتوغرافي. وبالمناسبة ،كثيرة هي الشعوب التي تعطلت عندها هذه الفنون لسبب واحد هو نهجها مبدأ تحريم الصورة .إنها شعوب آسنة لا تعرف إلا الكتابة التي حبرها الظلام،بذلك مكثت تجرجر معها تاريخا متخلفا .