افتتاحية

لوسات أنفو… كل عام وأنتم بخير

أسرة لوسات أنفو

في تمام الثانية ظهرا من يوم 22 يوليوز 2023، انطلق موقع لوسات أنفو متوجها إلى قراء من طبيعة استثنائية، أولئك الذين يقدسون حقهم في الفهم، ولا يعتبرون أن مهمة القراءة هي التلهي بالأحداث والمآسي و تحويلها إلى حكايات لتزجية الوقت. لذلك كان اختيار لوسات أنفو، كموقع شامل، و ليس مجرد موقع إخباري، هو تنويع زوايا الرؤية، وتفعيل القدرة على التفكير في الحياة في مختلف تفاصيلها و حقول ممارستها.

مرت سنة من متعة تقاسم  اقتراحات متشعبة من طرق الفهم للأحداث و لأساليب الحياة وخلفيات ممارساتها، منتصرة لصحافة النص بديلا عن الموجة الجارفة التي تحتكر قول العالم في الفيديو وشحناته الانفعالية، مؤطرة بشعار ” الرأي الواحد ليس حرية” الذي يشكل مرجعا وموجها و روحا للموقع.

سنة كاملة من أجل المقاومة  الصعبة في صف التعقل والفهم، بدون دعم ولا تمويل، تحمّل  فيه بشكل تطوعي  فريق شاب، و بمسؤولية و شغف كبيرين، ثقل المهام التي لا يخفى على أحد حجم متاعبها و تكلفتها، و لا سيما أن اختيارات الموقع قامت بالدرجة الأولى على الابتعاد عن المحليات الصغيرة و عن الاسترزاق  بالتملق لاهتمامات جمهور أنهكت مضخاتُ الابتذال مصحوبة بمظاهر الغباء المعمم الخانقة ذكاءَه. في عالم يعتبر الابتذال فضيلة، و الأصالة مرضا.

لوسات أنفو ليس موقعا للحشود، ولايرغب في أن يكون كذلك. إن رهانه بالدرجة الأولى على الأقلية المبدعة، تلك التي تعي جيدا أن التاريخ يُمارسنا بشكل أفضل عندما نتمسك بفهمه و بالتجاوب مع هذا الاستثنائي الذي يسوقه أمامنا من خلال أحداثه. لذلك كان خلف كل ما ينشره الموقع إصرار على تعقب دروب هذا التجاوب عبر، فتح مسالك للحوار مع الأسئلة التي تطرحها كونيتنا، مبتعدين عن كل ما يجعل الكتابة و القراءة، وسيلة من طبيعة أخرى للقمع أو التضليل أو الإلهاء.

منذ انطلاق الموقع حظي بثقة ثلة من خيرة الكتاب الذين دعموه بنصوص من طينة رفيعة، خدمت تنوع الرأي و غنى زوايا المعالجة و تعدد الرؤى وعمقها . فإليهم جيمعا، وإلى كل من آمن بهذا المشروع من صحافيين و قراء، نتقدم بجزيل شكرنا و امتناننا العميق لهذه الثقة الثمينة، مجددين العهد على المواصلة، مهما ارتفعت العوائق، مقتنعين في ذلك أن الغاية تستحق، وهي ليست شيئا آخر سوى الوجه الثاني لاحترام ذكائنا…

لوسات أنفو .. الرأي الواحد ليس حرية

كل عام وأنتم بخير

زر الذهاب إلى الأعلى