مذكرات

لست هنا لالتقاط صور مع الملك… الجملة التي اغضبت الحسن الثاني

 

لوسات أنفو : أيوب داهي

يقول الاستاذ عبد العزيز النويضي في كتابه ” مذكرات مستشار للوزير الاول عبد الرحمان اليوسفي دروس من تجربة  التناوب و ما بعدها” ان حدث رفضه عقد مؤتمر منظمة العفو الدولية في المغرب سنة 1999 كان احد اكبر المحن التي عاشها الاستاذ عبد الرحمان اليوسفي, الى جانب منع الصحف الثلاث (لوجورنال و الصحيفة و دومان) خلال ولايته الحكومية.

و عودة لتفاصيل الواقعة يقول الاستاذ النويضي انه صباح 7 يونيو 1999 انعقد اجتماع في مقر الوزارة الاولى حيث كان مرافقا لليوسفي في حين كان محمد السكتاوي يرافق السيدة جون راي, مسؤولة الشرق الاوسط و شمال افريقيا بالمنظمة آنذاك. الهدف من اللقاء كان هو تلقي المنظمة الجواب على طلبها حتى تبدأ الترتيبات اللوجيستية لعقد مؤتمرها, و قد كان رأي وفد المنظمة أن عقد المجلس الدولي سيشجع على تطوير المكتسبات التي تحققت في مجال حقوق الانسان في المغرب كما انه مفيد للمنظمة نفسها…

و في معرض رده على طلب المنظمة أشار اليوسفي و بشكل غير مفصل انه توصل بمعلومات من الملك , تفيد بأن الامين العام بيير ساني قد قام بتصريحات أثناء زيارته للمغرب في ربيع تلك السنة قد تكون مست بشخص الملك و ان هده التصريحات قد خلقت أزمة في العلاقة بين المغرب و المنظمة جعلت القبول بطلب عقد المجلس الدولي بالمغرب غير ممكن.  و أخبر اليوسفي محاوريه بأن الاهم بالنسبة للمغرب هو حل المشاكل, مشيرا الى الجهود المبذولة للاعتراف بقضايا الاختفاء و الاعتقال السياسي و اقرار مبدأ التعويض و الجهود التي سيتم بذلها في مجالات أخرى.

و كجواب نهائي على طلب المنظمة, أخبر الوزير الاول أنه تلقى رسالة من الوالي اثر طلب من فرع المنظمة بالرباط يخبره فيها انه لا يرخص بعقد المجلس الدولي.

يروي النويضي ان بعضا من الدهشة اصابته بعد جواب اليوسفي  لأنه لم يكن يتوفر على المعطيات كاملة حينها, كما ظهرت علامات حزن و أسى عميقين على السيدة جون راي, و استدرك النويضي انه يتذكر ان اليوسفي قال ما يفيد بانه كان متمسكا جدا بعقد المجلس الدولي بالمغرب, و انه يتأسف اكثر من السيدة جون لأن هذا لن يحصل, و انه لم يسبق له ان كان في وضعية اسوأ من هذه, و انها جزء من معركة حقوق الانسان في المغرب, و لكن هذا لن يمنع من استمرار التعاون مع المنظمة…

و يعود النويضي ليفسر الخلفية الحقيقية لرفض  تنظيم مؤتمر منظمة العفو الدولية بالمغرب,فحسب صديقه محمد السكتاوي فانه خلال اجتماع جمع رئيس منظمة العفو الدولية بيير ساني مع عدد من الشخصيات الحقوقية بالمدرسة الفندقية بمدينة سلا,  تأثر كثيرا لسؤال طفلة بريئة عندما علمت انه سيلتقي الملك , قائلة هل ستأتي بأبي؟. و كان والدها ربما من ضحايا الاعتقال و حينها سأله احد الحاضرين , ماذا تنتظر من لقاءك مع الملك؟ , كان رد بيير ساني ما مفاده انه ينتظر ان يخرج و في يده مكاسب كالجواب عن سؤال هده الطفلة و انه لم يأت ليأخذ صورا مع الملك …

و يعتقد النويضي ان هده العبارة هي التي حسمت امر انعقاد المجلس الدولي في المغرب.

و زاد يؤكد النويضي ان الحسن الثاني كان يتوفر على تسجيل للقاء الدي جمع رئيس المنظمة بعدد من الشخصيات الحقوقية بالمغرب , و الملك نظرا لأنه يكن احتراما كبيرا لليوسفي , اراد ان يقنعه بسبب رفضه انعقاد مؤتمر منظمة العفو, فالتقى به و صعد الرجلان سيارة اليوسفي و اطلقا كاسيط التسجيل, فكانت الفقرة التي اغضبت الحسن الثاني , و هي تلك التي ذكرها محمد السكتاوي أن بيير ساني لم يأت لالتقاط صور مع الملك, و ربما عبارات اخرى تفيد بأن عقد المؤتمر الدولي في المغرب لن يغير شيئا من مواقف المنظمة تجاه رصد وضعية حقوق الانسان بالمغرب.

سأل الملك الراحل اليوسفي و هو في حالة غضب, و هل بعد هذا نرخص لهم بعقد المؤتمر؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى