لا راحة لموتى غزة ..إسرائيل تدمر قبور القتلى و تهرب جثامينهم
لوسات أنفو
نقلت وكالة فرانس بريس مشاهد مفجعة عن تعامل الجيش الإسرائيلي مع جثامين الشهداء الفلسطينيين الذي قتلوا في العدوان الصهيوني على غزة، بداعي استعادة جثث الرهائن. و تبرز مقاطع هذا التقرير الذي نورده، حقدا واضحا من قوات الاحتلال لم يسلم منه حتى الموتى.
النص
“حتى الموتى لم يسلموا من الغزاة الإسرائيليين في غزة، حيث تقوم القوات بنبش قبور الجثث ودفنها على عجل في المستشفيات وحتى في المدارس.
وفي حي التفاح بمدينة غزة، كانت جثث الفلسطينيين التي انتزعت من قبورها مكفنة فوق الأرض الموحلة. وقال مصور إن الجيش الإسرائيلي قام بتجريف الموقع واستخراج الجثث.
ويعد هذا التدنيس جزءا من نمط قالت وزارة الشؤون الدينية في قطاع غزة إنه شهد تدمير أو تدمير أكثر من 2000 قبر على يد القوات الإسرائيلية في جميع أنحاء القطاع.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور على تجريف المقابر عندما اتصلت به وكالة الأنباء هذه للتعليق.
وقد دمرت القوات الإسرائيلية أكثر من 2000 قبر في جميع أنحاء المنطقة المحاصرة
وفي رد منفصل على مزاعم بأن جنودا اختطفوا جثثا من القبور، قال الجيش إنه يتصرف “في مواقع محددة حيث تشير المعلومات إلى احتمال وجود جثث الرهائن”.
وقالت في بيان “الجثث التي تقرر ألا تكون رهائن يتم إعادتها بكرامة واحترام”.
“ارتجفت أرواحهم”
وفي مدرسة مكتظة بالنازحين في منطقة دير البلح الوسطى، تذكرت سعيدة جابر أنها شاهدت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي لمقبرة مخيم جباليا للاجئين المدمرة.
وقالت جابر: “شعرت أن قلبي سيتوقف”، مضيفة أن والدها وأجدادها وأقارب آخرين دفنوا في الموقع شمال غزة.
وقال جابر: “شعرت أن نفوسهم ترتعش… لا أستطيع أن أتخيل كيف يجرؤ أحد على نبش القبور وانتهاك حرمة الموتى”.
ومع عدم توقف العدوان الإسرائيلي، لم يتمكن العديد من سكان غزة من الوصول إلى المقابر الرسمية ولجأوا بدلاً من ذلك إلى مقابر مؤقتة. وفي مدرسة تحولت إلى مأوى في مخيم المغازي للاجئين بوسط البلاد، لمست امرأة الأرض الرملية حيث دُفنت ابنتها في الفناء.
وقالت المرأة التي لم تذكر اسمها: “ماتت ابنتي بين ذراعي… انتظرنا ليل نهار ولم نتمكن من إرسالها إلى غرفة الطوارئ”.
وقالت إن الصواريخ أصابت مجمع المدرسة وأشعلت عبوات الغاز، مما تسبب في انفجارات مميتة. وقال رجل يعتني بالموقع إن أكثر من 50 شخصاً مدفونين هناك، وكل قبر يحتوي على ثلاث أو أربع جثث، وقد كتبت أسمائهم إما على الطوب أو على الجدار المجاور.
‘**موت من الحزن’**
وقد وصل حجم الوفيات إلى حد أن الصحفيين شاهدوا مقابر جماعية في جميع أنحاء غزة. ومن بينها صفوف من الجثث المدفونة في أراضي مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، حيث قام الناس بفصل القبور بالحجارة وزرعوا أغصان الأشجار.
وقال عرفان دادار، 46 عاماً، الذي يعيش في خيمة مع عائلته في مجمع المستشفى: “إذا ذهبنا إلى المقبرة، فقد يقصفوننا (إسرائيل) ونموت”.
وقال دادار إن الجنود الإسرائيليين قتلوا بالرصاص ابنه البالغ من العمر 22 عاما بينما كان عائدا إلى المستشفى في مدينة غزة.
“لقد قمت بوضع علامة على قبره، (لكن) حديقة المستشفى الآن مكتظة بالمقابر الجماعية. قال: بالكاد أتعرف على قبر ابني. وقال سكان غزة إنهم يأملون أن يتمكنوا من نقل موتاهم بمجرد انتهاء الحرب.
قال وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة في غزة، إنه “ليس أمامه خيار” سوى دفن ابنه في مقبرة مكتظة جنوب رفح، بعد مقتل الصحفي الشاب في غارة إسرائيلية.
سننقله إلى مقبرة الشهداء في غزة (المدينة) بعد انتهاء الحرب. وقال الدحدوح: “نريد أن يكون قبره قريبا منا، حتى نتمكن من زيارته والصلاة عليه”.