فيلم باربي: دمية تحولت لرمز النسوية
لوسات أنفو : محسن برهمي
بعد تحويل اللعبة للفيلم تساءل الجمهور عن الفئة المستهدفة، هل هو فيلم للصغار أم الراشدين، قبل بدء العرض نفذت التذاكر وهي بداية رائعة لما لا وعرضه يتزامن مع أكثر فيلم منتظر لكريستوفر نولان “أوبنهايمر”. اقتبست المخرجة قصتها التي مزجت بين المرح والرسائل المبطنة الدمية الشهيرة “باربي” كانت روث تراقب ابنتها الصغيرة باربرا وهي تلعب بالدمى الورقية التي ترسمها وتقصها بنفسها، حيث كانت تصمم شخصيات نسائية كبيرة وتعطيها أسماء وهوايات ومهام تنفيذية، تاركة الدمى التي على شكل أطفال رضع في الزاوية، كانت باربرا تبحث في ألعابها عن شخصيات تعكس العالم الحقيقي، وتتفاعل معها، بدلاً من الدمى البسيطة التقليدية التي ملت من اللعب بها في الماضي.
تأثرت روث بهذه الفكرة، وخلال رحلتها إلى سويسرا، لاحظت وجود دمية صغيرة في متجر سجائر بجوار المجلات الرجالية ولفافات التبغ. وكانت تلك الدمية مصممة للكبار وليس للأطفال. كانت امرأة نحيلة ذات ثديين بارزين، واسمها بيلد ليلي، بدأ الترويج لها في ألمانيا بعد الحرب، وتم تضمينها في الرسوم المتحركة والقصص الموجهة للكبار. وفي عين روث، قد تكون بيلد ليلي الدمية التي باربرا كانت تبحث عنه.
عديدة هي الأفلام التي أصبحت تقتبس أفلامها من قصص ألعاب لما لها من تأثير قوي في الساحة الفنية وقصص مفعمة بالحياة والعبرة يجب أن تحكى، كمثلا فيلم “TETRIS” الذي تدور أحداثه بين أمريكي وروسي متخصصين في مجال الحاسوب، حيث يسعى الثنائي للهرب من المخابرات السوفيتية وتهريب أشهر لعبة فيديو في العالم (تتريس) خارج الاتحاد السوفيتي. أو الفيلم الجديد”BLACKBERRY” الذي يحكي قصة عملاق الأجهزة الإلكترونية، حيث يصور صعوده السريع للتربع على عرش الهواتف المحمولة، وكيفية تفوق المنافسين عليه والاختفاء.
يبدو أن الرسائل التي كانت ترسل في أفلام الحركة قد ولى زمنها فجاء الإختيار الأن على تغليف هذه الرسائل المبطنة بلون وردي بريء لا يثير الشكوك. فيلم باربي يغوص في مفاهيم كبرى بحيث يجعلنا نعيد التفكير في الموت والحياة والحب، كما انتقد الرأسمالية. كتبت غريتا مشاهد كوميدية للتخفيف قليلا من حدة أفكار الفيلم، النسوية تصور أخر يحاول الفيلم رصده من خلال تضعيف الرجل وتصويره مجردة وسيلة محركة للعالم النسوي، فباربي هي التمثيل الوجودي للنظام الأبوي الذي لم يعد قائماً ، وحسب موقع إضاءات فإذا ما عدنا في الثمانينيات، فقد كانت باربي تمثل مجموعة مهن ومجالات مختلفة، مثل الطبيبة والمعلمة ورائدة الفضاء، مما ألهم الفتيات للتخيل أنفسهن في أدوار مهنية مختلفة وتحقيق طموحاتهن.
على مدار السنوات، قامت باربي بأكثر من 200 وظيفة مختلفة. تضمنت تلك الوظائف أدوارًا سبقت وجود المرأة الفعلي في تلك المجالات، ومنذ ذلك الحين، تعاونت باربي في مهن متنوعة تشمل الطب وعلم الآثار والموسيقى الروك وهندسة الحاسوب.
في عام 1985، أطلقت باربي حملة إعلانية تحت عنوان “نحن الفتيات نستطيع فعل أي شيء”. كان الهدف من هذه الحملة هو تشجيع الفتيات على الاعتقاد في قدراتهن وتحقيق أحلامهن. تضمنت الحملة أغنية تغنيها الفتيات مع عبارات مثل “نحن الفتيات يمكننا فعل أي شيء، أليس كذلك باربي؟” و “كل شيء ممكن طالما نحاول” ويضيف الموقع نفسه” في السابق، كانت الدمية تُصوَّر عادةً على أنها فتاة نحيلة تنطوي على صورة خاضعة، ولكن مع مرور الوقت، تطورت صورة المرأة ومكانتها في المجتمعات. أصبحت المرأة تحظى بتقدير أكبر ومساواة أكثر في الفرص والحقوق. وقد تمكنت المرأة من الوصول إلى مجالات جديدة ومختلفة، مثل ريادة الأعمال والاحتلالات العلمية والمهن العالية”.
هذا وقد حظرت السلطات في إحدى المقاطعات الباكستانية بشكل مؤقت عرض فيلم “باربي” عازية السبب لاحتوائه على “محتوى غير مرغوب به”، وفقا لوسائل إعلام محلية.
ووفقا لصحيفة “ديلي باكستان”. قررت السلطات في مقاطعة البنجاب الباكستانية عدم عرض الفيلم في دور السينما حتى تتم إزالة المحتوى “غير المرغوب به”.
وقالت الصحيفة إن السلطات ستقوم بمراجعة الفيلم وتصدر نسخة منقحة في وقت لاحق تعرض في دور السينما.
ومن جهتها قامت فيتنام بحظر فيلم “باربي” بسبب مشاهد تتضمن خريطة تُظهر مناطق متنازع عليها، تزعم الصين سيادتها عليها في بحر الصين الجنوبي، وفق ما أعلنت وسائل إعلام حكومية.