وطني

عبد الله الحلوي :نظام تفيناغ أحد أبدع اختراعات الأمازيغ

يوسف أزوركي

بمناسبة اليوم العالمي لحرف تيفناغ الذي يصادف 19 نونبر من كل سنة، أكد الأستاذ الجامعي عبد الله الحلوي (وهو الذي اقترح في البداية هذا اليوم) على عبقرية هذا الحرف الأمازيغي وامتيازه.

وأوضح في تصريح خاص لجريدة لوسات أنفو” لقد كنا قد اقترحنا اعتبار يوم 19 نونبر يوما عالميا لحرف تيفيناغ، وأقنعنا جمعيات حقوقية وثقافية في العالم كله بتسجيل اعترافهم بهذا اليوم وذلك بإرسال صور تمثل بعض أعضاء كل منظمة من هاته المنظمات الدولية وهم يحملون شعار اليوم ولوحة مكتوبة بالإنجليزية والأمازيغية يعبرون فيها عن اعترافهم هذا.” وأضاف كانت هاته المنظمات الحقوقية من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا إسپانيا وألمانيا والصين وكوريا الجنوبية ومصر ودول من أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى دول بلاد تامّزغا التي تعرف بالمغرب الكبير.

 أما عن الدافع وراء اختيار هذا التاريخ بالضبط،  أوضح الحلوي أنه كان بسبب مصادفته لوجود تقليد تاريخي يقول بأن يوم 19 نونبر هو يوم اعتلاء رجل أمازيغي اسمه سيڤيروس عرش روما لأول مرة في التاريخ … فهذا هو اليوم الذي حكمنا فيه العالم بواسطة سيڤيروس، وأكد أن هذا الاختيار نريد أيضا أن يكون يوما نخلد فيه إحدى أبدع اختراعات الأمازيغ وهو نظام تيفيناغ.

وعن عبقرية هذا الحرف قال الحلوي إنه يتميز بخصائص نجملها تحت عنوان واحد وهو “الأمثلية الوظيفية”، خط “فونيمي” منذ مراحله الأولى، وأوضح أن الخط الفونيمي هو الخط الذي يقرأ تماما كما يكتب، وهو أيضا نوع من الكتابة متحررة من الاتجاهات (تكتب من أسفل إلى أعلى أو العكس، من اليسار إلى اليمين أو العكس) مما يعطيه إمكانيات ڭرافية لا تتوفر عليها الخطوط الأخرى، كما أن كل حروفه متمايزة رقميا، بمعنى أن متعلم هذا الحرف لا يخلط بين كل شكل من أشكاله (مما ييسر تعلمه)، وهو أيضا غير مرآوي، إذ أن حروفه لا تكون صورة معكوسة لأخرى على المستوى الأفقي، مما يجعله مناسبا للمصابين بالديسليكسيا وغيرها من أشكال العجز النيورولوجي عند الأطفال، وأخيرا تيفيناغ نص منسجم هندسيا بمعنى أن كل حروفه يمكن جمعها في إطار هندسي بسيط وموحد، وهذا هو ما يسر عليه الحصول علي يونيكود دولي. بهذا المعنى، هو بالفعل خط عبقري بامتياز.

وختم الحلوي تصريحه بتفاؤله برغم التحديات، بخصوص مستقبل حرف تيفيناغ في المغرب،مشيرا  إلى أنه رهين بمستقبل الأمازيغية بصفة عامة، إذا ما استكملت الأمازيغية مستحقاتها الوطنية بتفعيل مقتضيات الدستور وتنزيل الطابع الرسمي لها وجلب الدعم المناسب، فإن تيفيناغ ستكون نموذجا تحتدي به الخطوط العالمية الأخرى، وأشار أن نظام الكتابة الإنجليزي مثلا من أسوء الأنظمة، موضحا أن أهله يسعون اليوم للتخلص من تعقيداته بدون جدوى، أما الأمازيغ فلا يحتاجون لبذل أي مجهود بهذا الخصوص لأن “التاريخ” ترك لهم نظاما أمثليا قابلا للإستعمال في الثقافة المعاصرة، وأضاف لا نحتاج الآن سوى لتعميم استعماله بتعميم استعمال الأمازيغية نفسها، تعميمه أفقيا بالنشر، وتعميمه عموديا باستعماله في تلقي وإنتاج المعرفة المعاصرة، أنا متفائل جدا رغم التحديات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى