الحدث

دلالات حول عودة التوازن إلى علاقات إسبانيا مع المغرب والجزائر

لوسات أنفو : خديجة بنيس

أفاد موقع  DW الألماني أن الحكومة الإسبانية بعثت مؤخراً إشارات برغبتها في عودة العلاقات مع الجزائر لوضع طبيعي، مع استمرار شراكتها الاستراتيجية مع المغرب، مشيرة أن مدريد غيّرت من لهجتها مؤخراً في تعاملها مع البلدين الجارين.

وذكر الموقع أن من أكبر الملفات الخارجية التي تواجه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي استطاع الحصول على ثقة البرلمان لتشكيل حكومته الجديدة،  هي قضية العلاقات مع الجارين الخصمين، المغرب والجزائر.

وتزامن نجاح سانشيز في البقاء على رأس الحكومة، مع تعيين الجزائر لسفير لها في مدريد بعد حوالي 20 شهرا من القطيعة. ووافقت مدريد بسرعة على طلب الجزائر تعيين عبد الفتاح دغموم سفيراً لها، لإنهاء قطيعة بدأت باستدعاء الجزائر سفيرها من مدريد، احتجاجاً على دعم إسبانيا للمقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي في الصحراء المغربية.

 ويشيرالخبراء أنه  في ظل الأزمة مع الجزائر التي علقت اتفاقية الصداقة وحسن الجوار مع مدريد، وعلقت وارداتها من هذا البلد الأوروبي، تغير نسبياً خطاب الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، رغم أن الاتصالات في الكواليس لم تنقطع بين الجزائر وإسبانيا رغم القطيعة مؤخراً، لأن علاقات الطرفين قوية تاريخياً، إذ لم تشهد زوابع كبيرة.

وأبرزت الموقع الألماني أنه في الوقت الذي تضرّرت فيه العلاقات الإسبانية-الجزائرية كثيراً خصوصاً بعد تعليق الجزائر اتفاقية “الصداقة وحسن الجوار”، تحسنت فيه العلاقات المغربية-الإسبانية كثيراً، وترجم ذلك زيارتين لبيدرو سانشيز إلى المغرب مرتين ولقائه بالملك محمد السادس في إحداها، ثم نجاح البلدين إلى جانب البرتغال في الفوز بشرف تنظيم مونديال 2030، في أول تجربة أوروبية-إفريقية لتنظيم حدث ضخم مشابه.

 ومن الدلالات  عن عودة مبدأ التوازن في علاقات إسبانيا مع المغرب والجزائر؛ صرح سانشيز أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن بلاده تؤيد حلاً سياسياً مقبولاً للطرفين في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، وأشارت الصحيفة أن سانشيز لم يشر إلى تأييده السابق للحكم الذاتي المغربي، ما جعل الجزائر تعتبر تصريحاته إشارة إيجابية.

كما أنه لم يدافع عن الحكم الذاتي وسط الاتحاد الأوروبي، ولم يعد يتحدث عنه،  وهي إشارات يبعثها الى الجزائر بأنه يحترم  ما أسماه الموقع المذكور ب”الشرعية الدولية” مما جعلها تعيد سفيرها، وفي المقابل لا يُغضب المغرب، لأن حزبه، ورغم دعم قرارات الأمم المتحدة، لم يعد سياسياً متحمساً للدفاع عن موقف جبهة البوليساريو كما كان من قبل.وقد تحسنت العلاقات المغربية-الإسبانية كثيراً، وترجم ذلك زيارتين لبيدرو سانشيز إلى المغرب مرتين ولقائه بالملك محمد السادس في إحداها.

وهناك عدة عوامل أعادت علاقات سانشيز مع الجزائر إلى الواجهة، استمرار دعوات الأمم المتحدة لأطراف النزاع بالتفاوض، وكذلك الضغوط الاقتصادية من عدة شركات إسبانية لم تكن راضية عن القطيعة، بحكم أن صادرات اسبانيا للجزائر أكثر من صادرات الجزائر نحو اسبانيا.

ويقول مراقبون إن إسبانيا على المستوى الرسمي حاولت تاريخيا البقاء في خط الحياد في النزاع، لكن المفاجأة من موقف سانشيز بخصوص الدعم الذاتي يعود، حسب ما تؤكده إلباييس في كون حزبه الاشتراكي كان داعماً لمطالب البوليساريو في الأمم المتحدة.

ولفت تقريرالصحيفة أن إسبانيا لم تنجح  في إرساء علاقات متوازنة مع كل من المغرب والجزائر، شأنها شأن فرنسا في سياستها تجاه البلدين. ويقول الخبراء أن المغرب يكتسب أهمية قصوى في الأجندة الإسبانية أكثر من الجزائر،  لكن الإسبان عملوا على إرضاء الجزائر في بعض الملفات ومنها ما حصل الآن في الصحراء، لكون الجزائر هي مصدر الغاز الرئيسي الذي يعدّ سلاحا في الوقت الراهن.

وبحسب الصحيفة فإن العلاقة المغربية-الإسبانية تبقى  أكثر تعقيداً من نظيرتها الجزائرية-الإسبانية، بحكم أن إسبانيا كانت مستعمراً سابقاً لأجزاء كبيرة من المغرب، واستمرار الخلاف الصامت حول سبتة ومليلية، فضلاً عن خلافات أخرى حول ترسيم الحدود البحرية.لكن حالياً توجد العلاقات في أفضل حال، وأكدت مدريد قبل أيام أن هذه العلاقات استراتيجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى