دلالات اتساع نطاق الحرب بين حماس وإسرائيل خارج غزة
لوسات أنفو: خديجة بنيس
في ظل التهديدات المتوالية من الجانب الإيراني حول إمكانية تدخلها في الحرب السائرة بين حركة حماس وجيش الإحتلال الإسرائيلي من جهة، خاصة بعد تحذير وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال زيارة إلى قطر ،الأحد، مشددا على أنه ما لم تتوقف “الاعتداءات الوحشية” على السكان في غزة، فإن “لا أحد” يمكنه “ضمان السيطرة على الوضع” خصوصا إذا شنت إسرائيل هجوما بريا على القطاع.
وفي هذا الإطار صرح وزير الخارجية الإيراني أن من الممكن توقع قيام جبهة المقاومة “بعمل استباقي” في الساعات المقبلة، مضيفا أنه لن يُسمح لإسرائيل باتخاذ أي إجراء في قطاع غزة دون مواجهة عواقب.
وحذر أمير عبداللهيان ،الاثنين، من أن الوقت ينفد “لإيجاد حلول سياسية” قبل أن يصبح “اتّساع” نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس “حتميًا”.
وفي المقابل هناك تحذيرات من الولايات المتحدة وبعض دول الإتحاد الأوروبي الداعمة لإسرائيل من احتمال تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، والتي لم تستبعد تدخل إيران المباشر. في هذا الصدد قال مستشار الامن القومي للبيت الابيض جايك ساليفان الأحد “هناك خطر قائم أن يشهد النزاع تصعيدا، بفتح جبهة ثانية في الشمال، وبالطبع بتدخل إيران”.
وفي ظل التصعيد القائم لليوم الحادي عشر على التوالي، وتزايد حدّة المناوشات بين حزب الله المدعوم من إيران والجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة على طول الحدود الإسرائيلية مع لبنان.وكلها دلال ومؤشرات تنذر بتوسع نطاق الحرب خارج غزة.
وفي هذا الصدد كتبت صحيفة “معاريف ” الإسرائيلية؛ حجم الأحداث على الجبهة الشمالية يقرب إسرائيل وحزب الله من الحرب، وأوضحت الصحيفة أنه خلال يوم واحد تم إطلاق ما لا يقل عن خمسة صواريخ ضد الدبابات ونحو عاملين في شتولا، دبابة واستحكامات للجيش الإسرائيلي ونار صواريخ وتبادل نار من منطقة سلسلة رميم ومصابين في طرفنا، كلها أشارات على
وأشارت الصحيفة أنه حتى لو كان الجهد المركزي للجيش الإسرائيلي يتركز في هذه المرحلة في قطاع غزة، قبيل دخول بري، فإن ما يجري على الحدود مع لبنان لا يزال ممكناً وضعه وفي إطار أيام قتالية. وفي النظرة العامة للجيش حول الوضع في الساحات المختلفة لم تعد هذه حرب غزة، ذلك لأن حزب الله، في تفعيل قوة محدودة في هذه المرحلة، يسعى لأن يؤثر على القرارات في القيادة الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة فإنه حتى لو كان الهدف الأول للحرب هو حماس، فإن تصعيداً إضافياً في الشمال سينقل الجهد العسكري الإسرائيلي المركزي وذلك لأن التهديدات من الشمال أكثر خطورة بكثير بسبب حجم الصواريخ ونوعيتها وحجم جيش الإرهاب من حزب الله، مع ملاحظة أن حزب الله كان ولا يزال التهديد الأكبر على دولة إسرائيل.
ومن جهتها تعمل الولايات المتحدة على تعزيز وجودها في الشرق الأوسط، ذلك من خلال نشر حاملة طائرات ثانية في شرق البحر الأبيض المتوسط لإرسال طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجوية إلى المنطقة، بالإضافة إلى إعلان عن إرسال قوة من مشاة البحرية الأمريكية تتكون من 2000 من مشاة البرحية والبحارةفي اتجاه الساحل الجنوبي الإسرائيلي، وتأتي هذه الخطوة من الولايات المتحدة لإرسال رسالة ردع إلى إيران.
وفقا للعديد من مسؤولي الدفاع في الولايات المتحدة، أصدر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن؛ أمرا بأن يستعد ما يقرب من 2000 جندي لاحتمالية الانتشار في إسرائيل لتقديم المساعدة في مهام مثل الدعم الطبي واللوجستي.
وأضاف المسؤولون الأمريكيون أن أوستن أصدر القرار، ليلة الأحد، وطلب تقريرا عن عدد القوات التي يمكن إرسالها ومن أين، ولفت المسؤولون إلى أن الأمر لا يعني أن تلك القوات ستنتشر بالتأكيد، أو أن أيا منها سيشارك في أدوار قتالية إذا ذهبوا إلى إسرائيل، لكنهم أوضحوا أن قرار أوستن أدى إلى تقصير الوقت الذي سيتعين على تلك القوات الاستعداد للانتشار في إسرائيل إذا صدرت لها الأوامر.
أما على الجانب الإسرائيلي فإن وزير الدفاع غالانت قال أنه ليس لإسرائيل مصلحة في خوض حرب في الجبهة الشمالية. لكنه أضاف أنه إذا اختار حزب الله طريق الحرب، فإنه سيدفع ثمناً باهظاً جداً. وتابع أنه إذا لجمالحزب نفسه “فإننا سنحترم هذا ونحافظ على الوضع كما هو”.
و في ضوء هذه الأقوال التي تؤكد على رغبة إسرائيل على تركيز جهدها في الجبهة الجنوبية، بحيث أنه في حال قاتلت إسرائيل في ساحتين فإن “نزع القفازات” في قطاع غزة سيرتفع درجة أخرى، وبالتالي فإنه وفقا لتحليلات “معاريف” للوضع أوضحت أن إسرائيل تعمل حتى الآن بشكل براغماتي حيال حزب الله.
وترجح ذات الصحيفة أن في ضوء تطورات الأيام الأخيرة فإن حزب الله سيقترب أكثر فأكثر من حافة الحرب، وهذا يعني أنه إلى جانب الاستعدادات للعملية البرية في غزة يجب بفرضية الانطلاق أن تكون إسرائيل جاهزة للحرب حيال حزب الله أيضاً.