اقتراح و ترجمة: عبد الكريم وشاشة
أنجز المخرج الأمريكي آدم مكاي Adam Mckayjd, فيلما عاصفا حول سيرة حياة ديك شيني Dick Cheney نائب رئيس الولايات المتحدة السادس والأربعين في الفترة من 2001 إلى 2009 ضمن فترتي حكم الرئيس جورج دبليو بوش.. الذي يعتبره الكثيرون من أقوى وأخطر النواب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية..
قامت صحيفة نوفيل أبسرفاتور (العدد2831-) بإجراء حوار مع مخرجه المتمرد والحانق، فيما يلي أهم ما جاء فيه:
ســــــؤال: لقد بدا أن ابنة الرئيس ترامب وصهره قد خرجا عن صمتهما إزاء الفيلم ؟
إنه رد الفعل الذي كنت انتظره من هؤلاء، عظيم، ولقد انتظرته أيضا من البيت الأبيض، لكن لم يصدر أي رد.
ســــــؤال:وديك شيني وعائلته ؟
لا، ديك شيني داهية، لكن، يمكن الانتظار ثلاثة أشهر، ربما يمكن لإحدى بناته أن تعلق.. بيد أن المحيط السياسي هو الذي تفاعل بآراء متضاربة : فريتشارد كلارك المنسق القومي الأول للأمن خلال ولاية بوش الابن، صرح بأنه طيلة الفيلم أحس بأنه مع ديك شيني من جديد.. أما جانب الحزب الجمهوري فلا داعي لذكر رأيه .. لقد أطلقوا النار وهجموا على الفيلم .. جريدة يمينية قالت بأنه: ” عبارة عن ركام من القاذورات “. كم أحب هذا.
ســــــؤال: ردود الأوساط النقدية السينمائية الأمريكية مثيرة: مئات الصفحات، لوجهات نظر متعارضة جدا ؟
كان الكل ينتظر فيلم سيرة ذاتية كلاسيكي، بينما قمت برسم بورتريه ساخر وهجائي لديك شيني .. فهنا، يمكن لنا أن نرى بأن السينما تستطيع أن تنجز ما لا يمكن للأدب أن ينجزه.. ها هو شخص، كان فتى عاديا في نشأته، في وايومنغ غرب الولايات وسيصبح النائب الأقوى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية .. في البداية ليس شخصا سيئا، لكنه انتقل إلى الضفة المظلمة للقوة..
ســــــؤال: ما الذي دفعك لاختيار هذه الشخصية المجهولة ؟
لنكن صرحاء: ليس هو النموذج الأكثر شعبية في العالم، وليس نموذجا تجاريا للتسويق، وأسلوب الفيلم أيضا، أريد أن أدفع المتفرجين ليخرجوا من حالتهم المريحة المسترخية، كما أن الأمر لا يتعلق بتاتا بعملية تشويه… يجب أن نعمل على أن يدرك الجميع جيدا، أننا عندما نتكلم عن السياسة، بأن هناك أناس يتم قتلهم في أماكن عديدة، وأن هناك بلدان يتم تدميرها، وسجناء يتم التنكيل بهم وتعذيبهم…
ســــــؤال: متى علمت بأن السياسة الأمريكية غارقة في الفظاعة والدناءة ؟
كان ذلك في نهاية سنة 1970 وهي الفترة التي تدفقت فيها الأموال الهائلة إلى واشنطن، عندما قام أصحاب الملايين الكبار بتحويل مبالغ خيالية لصالح برامج المحافظين.. فاجتاح المال كل شيء..
ســــــؤال: إذا ليست هي الإيديولوجية التي لوثت كل شيء بل المال ؟
هما مترابطان، لكن المال استطاع رشوة وإفساد كل شيء.. توظيف الملايين من الدولارات لمواجهة الحقوق المدنية والإجهاز عليها، لنشر الكراهية والتفرقة والعنصرية، إحياء من جديد حركات ضد الحق في الإجهاض، شراء الأصوات لمحاربة برامج التغطية الصحية.. فالحزب الجمهوري متمكن ومحتال جدا في استعمال كل هذا ببراعة مذهلة…
ســــــؤال: من الواضح أنكم اعتمدتم على وثائق ومصادر عديدة حول ديك شيني ؟
نعم، الرجل غامض جدا، إنه شبح، وهذا ما جذبني أكثر، هناك عدد قليل جدا من الكتب حوله، ولكننا نجهل تماما ما نوع هذا الشخص، وفي البيوغرافية المتعلقة به ثقوب ومساحات بيضاء فارغة، بينما الأوتوبيوغرافية (أي ترجمة حياته التي كتبها بنفسه) فهي بالكامل غير ذات نفع، لذلك وظفت فريقا مختصا في جمع الوثائق وتحليلها وصحافي قام بمقابلات واستجوابات في محيط ديك شيني لصالحي، وبذلك استطعنا معرفة الكثير، فلقد توصلت بأن زوجة ديك شيني هي امرأة حديدية ومقاتلة أكثر منه، وهي التي دفعته ليصبح ما أصبح عليه، وهي التي قامت بغرس الطموح في روحه.. ولكن كلما قمت بالبحث والتقصي أكثر، متوقعا خطأ ما من ديك شيني، أو جريرة، لا أجد شيئا.. إنه لاعب بوكر محترف ومتميز.
ســــــؤال: إنها قصة بالفعل مرعبة ؟
إذا تم طرح علي هذا السؤال: ” هل تفضل أن يسكن تحت جلدك قاتل يحمل في يده فأسا، أو ديك شيني” جوابي هو: إن ديك شيني مرعب، إنه أكثر رعبا.. كيف لهذا البيروقراطي الذي لا يثير أي انتباه..غير متسرع وذو نفس طويل وهادئ، أن يراكم وينسب لنفسه كل هذه السلطات ويمتلك هذه القوة ؟ لقد قام بشكل حرْفي باغتصاب سلطة الرئيس، وبزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وفضل خلق دولة بوليسية، وتسبب في الحرب على العراق.. الديمقراطية تآكلت والسلطة التنفيذية أصبحت تسلطية أكثر. والآلة القضائية تم اجتياحها وتكميمها بقضاة محافظين.. في كل المستويات، أصبح العالم السياسي الأمريكي مخترقا..