الولايات المتحدة تبرِئ ذمتها من اقتحام قوات الإحتلال لمجمع الشفاء
لوسات أنفو : خديجة بنيس
أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي،اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة لم توافق على اقتحام قوات الإحتلال لمستشفى الشفاء في قطاع غزة، لافتا إلى أنها تنتهج السلوك نفسه بالنسبة إلى القرارات العسكرية الأخرى التي تتخذها إسرائيل.
وقال كيربي: “كنا دائما واضحين جدا مع شركائنا الإسرائيليين حول أهمية الإقلال من الخسائر المدنية، كنا أيضا واضحين جدا معهم لجهة وجوب التحلي بانتباه خاص حين نتحدث عن المستشفيات
وقال الأميرال دانيال هاجاري كبير المتحدثين باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي إن قوات الإحتلال عثرت على أسلحة وعتاد قتالي ومعدات تكنولوجية في مستشفى الشفاء بقطاع غزة اليوم الأربعاء وإنها تواصل البحث في مجمع المستشفى.
ونشر الجيش أيضاً مقطع فيديو قال إنه يظهر بعض المواد التي عُثر عليها في مبنى لم يفصح عنه في المستشفى، بما في ذلك أسلحة آلية وذخائر وقنابل يدوية وسترات واقية.
بدورها أكدت وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس” أن الجيش الإسرائيلي “لم يعثر على أي عتاد أو سلاح” في مستشفى الشفاء في غزة الذي اقتحمه الأربعاء، موضحة أنها “لا تسمح بالأساس” بوجود أسلحة في المستشفيات التابعة لها.
وتتهم السلطات الإسرائيلية حماس باستخدام المستشفيات، وبينها الشفاء، لشن هجمات أو الاختباء واستخدام المدنيين “دروعا بشرية”.
وتبنت الولايات المتحدة تلك الاتهامات وقال جون كيربي أمس الثلاثاء إن حركتي حماس والجهاد الإسلامي لديهما “مركز قيادة ومراقبة انطلاقا من مستشفى الشفاء”. وردّت حماس على الاتهامات الأمريكية ببيان اعتبرت فيه التصريحات “بمثابة ضوء أخضر أمريكي” لإسرائيل.
ومن جهته، أدان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم جيبريسوس، بشدة العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الإحتلال الإسرائيلي داخل مستشفى الشفاء. وقال تيدروس في بداية مؤتمر صحفي “التوغل العسكري الإسرائيلي في مستشفى الشفاء في مدينة غزة غير مقبول على الإطلاق”.
وقال تيدروس إنه يتعين حماية المرضى والموظفينمضيفا: “حتى إذا استخدمت منشآت صحية لأغراض عسكرية، يجب دائما أن يتم تطبيق مبادئ التمييز والاحتياط والتناسب”. وأضاف “المستشفيات ليست ساحات معارك”.
وقال ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أنه وفقا لأحدث معلوماتهم، فإن 34 من بين 39 طفلا خديجا (مبتسرا) في المستشفى ما زالوا على قيد الحياة، وتم دفن 82 جثة في مقبرة جماعية في الأرض.
ومضى قائلا إن 80 جثة أخرى لم تدفن، وإنهلا يوجد أكسجين أو كهرباء أو ماء في المستشفى وأضاف أن هناك 633 مريضا في المجمل، بالإضافة إلى حوالي 500 موظف وما يصل إلى 4000 شخص يحتمون بالمستشفى.
ذكرت وكالة فرانس برس نقلا عن صحفي متعاون معها أن الجنود الإسرائيليين انسحبوا من مستشفى الشفاء بعد ساعات طويلة من التفتيش والتدقيق في هويات الموجودين في المكان.
بعد اقتحامه فجرا، طلب الجنود من الموجودين داخل مجمع الشفاء الطبي الاستسلام. وبلغة عربية ركيكة، صرخ جندي عبر مكبّر صوت “كل الشبان من 16 عاما وما فوق، عليكم رفع أيديكم إلى فوق والخروج من المبنى إلى الساحة الخارجية وتسليم أنفسكم”.
وفي ساحة المستشفى، شاهد الصحافي العالق في المكان الذي كان قصده لتغطية صحافية، قرابة ألف شخص مع أياديهم في الهواء، وطلب الجنود من البعض خلع ملابسهم.
وفيما ذكرت تقارير إعلامية أنّ الجيش الإسرائيلي انسحب من المستشفى مساء اليوم، وأعادت الدبابات التي كانت في حرمه انتشارها في محيطه، قال المتحدث باسمه إن قواته ما تزال نشطة في المستشفى.
وبالإضافة إلى استخدام مستشفى الشفاء، يعتقد جيش الإحتلال أن حركة حماس احتجزت رهائن تحت مستشفى الرنتيسي؛ لديها شبكة أنفاق تحت المستشفى الإندونيسي؛ وعناصرها أطلقوا النار على جنود من مستشفى الشيخ حمد.
وقال هجاري إن “حماس تستخدم المستشفى كدرع بشري للإرهاب، وعلى العالم أن يعرف ماذا تفعل في المستشفيات، وسنواصل فضح جرائمها”.
عن وسائل الإعلام