مذكرات

المفكر حسن أوزال: من الرداءة أن تعجز عن خلق الفرح، فما الحياة إلا يوم واحد يستأهل الاحتفاء

الخميس 19نونبر 2009

صادفت، صباحا، في سيارة أجرة سيدا يتكلم الأمازيغية يقول: اثنان لا ثالث لهما صادقان: السكران و تارك الصلاة. أكيد أن الحكماء هم دائما حيث لا ننتظرهم. ذكرني هذا الحكيم بحسن التوامة، أحمق بحسب الأهالي لكن لا أحد غيره يعرف المفكر عبد الله العروي.

ذات ليلة رفقة إدريس الخوري

للذكرى أحتفظ بهذه الشذرات الجميلة التي جاءت على لسان بادريس وهي لشاعر لم يحظ في شيء لا بالشهرة ولا بالمجد، شاعر يذكرني بكل أولئك الذين يتركون آثارا في الحياة دونما أن يكترثوا لا بوسواس الصحافة ولا بصخب الميديا، فيكتفون بدفء الحميمية وروعة الصداقة الممتعة؛ يسعون إلى الفرح لا غير.فلننصت إذن لشذى أشعار أحمد زكي الذي ترك لنا بفضل بادريس أشياء قد يطويها الزمان دونما أن تصلنا (وهي أشعار للأمانة قرظت في الحانات):

نشب القتال بنو هلال مريدو
روموا سلامتكم لا تترددوا
إن الهلالي للهلالي آفة
وكلاهما شر وخيم وارد.
وفي رواية أخرى يقول أحمد زكي ،متسكع الحانات:
سطر سطور النفح
وانشق يافتى
وازكح كؤوس الروج
واطعن من أتى

الخميس 7 يناير 2010

علينا أن نتعلم أن نموت طالما الوقت يسمح لنا بذلك. مهاتفة وتغزل، والقاعدة الأخلاقية دائما هي على مقاس وصفة شامفير: استمتع و أمتِعْ دونما أن تؤذي نفسك ولا غيرك.

الجمعة 8 يناير 2010

في هذا اليوم بالذات نشرت قصيدتي بعنوان حب مستحيل في موقع الأوان. قصيدة كتبتها دونما عزم في كتابة الشعر هل أقول بالأحرى أنني تلقيتها ذات مرة تماما مثلما يتلقى الأنبياء وحيهم. أكيد أن الكتابة قدر جسد. علق عليها أحد الأصدقاء من سوريا تعليقا مؤثرا للغاية. أحيانا ما يكون صدى الكتابة يتقدمها.

الأربعاء، 13 يناير 2010

أنا بصدد صياغة تصور في المتعة؛ و أمامي كأسين، الواحد منهما لا يشبه الآخر شكلا ومحتوى. بحتد الصراع ما بينهما فأجدني منجذبا نحو تلك المليئة بالنبيذ. ربما يكون نزوعي الخمري هذا، هو ما ينم عن رغبتي الدفينة في إكرام آلهتي الوثنية التي علمتني أنه ليس فيلسوفا البتة من لا يريق الخمرة ويحتفي بدينوزوس. حق من قال:”رُبَّ علم لو بُحتُ به لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا” لكن ألا يستأهل الوثن العبادة؟ أليس كل ما آمن به الناس إلى حدود اليوم غير الأوثان؟

السبت 23 يناير 2010

يتزوج عبد الصمد و أفكر في لا اجتماعية الحب. أهديه مؤلف ديوجين لايريس عساه يكون في مستوى الحدث. تذكرت سلسلة من الأصدقاء الذين قضوا بعضا من عمرهم في مجابهة الاستبداد سواء داخل الحركة الطلابية أو داخل تيارات سياسية ثورية وأبانوا عن كفاءتهم في التمرد على كل نظام، عدا نظام واحد في الحقيقة هو نظام الأسرة. بحيث ما أن تزوجوا حتى صاروا كالجنود العزل، يستسلمون دونما أدنى تعنيف، ويخضعون في يسر تام لهذا الأخطبوط الغريب الأطوار.

الأربعاء 17 فبراير2010

أستيقظ صباحا على نغمات موسيقى هادئة، لا صوت في الخارج إلا زقزقة العصافير؛ أتملى خضرة الحقول ضاحكا من فرط ما قرأته عن “كازانوفا” هذا الإيطالي الأكثر شبقية، يحكي في مذكراته عن عدد النساء اللواتي أحبهن مابين سنة 1735 وسنة 1774:بلغ ما يناهز 122 مغامرة أي ما معدله 3 نساء في العام الواحد. وهي نسبة هزيلة بالرغم مما رافق الرجل من إشاعات. يقول في إحدى شذراته:”لقد أحببت النساء بشكل جنوني، لكني لا أجعلهن يعْتَلْن عرش حريتي.”

الأربعاء 23 فبراير2010

أتمكن من تحقيق رغبة جامحة تتجلى في تناول بويضات أفضل نوع الخنازير البرية “السانغليي” الملكي. أشعر بسعادة منقطعة النظير. سعادة أشبه ما تكون بسعادة من يلج عدن بعد ما ذاق مرارة الجحيم .

الخميس 4 مارس 2010

أكتب مقالا بعنوان: الهامشي والمهمش: أية علاقة؟ أبعثه للنشر، مديلا إياه بمقولة رائعة “لـجيمس دين” يقول فيها “علينا أن نتعلم فن توجيه السفن، مادام أننا لا نستطيع أن نغير مجرى الرياح”. أجد أنها تنطوي على نفحة رواقية تكاد تشفي غليلي في ذلك الصباح. أما المقال الذي كتبته فإنه بحسبي أحسن ما كتبت لحدود اليوم: أشعر بارتياح كبير، و كلما أعدت قراءته، أدركت أن الكاتب فيَّ قد استيقظ.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى