الرأي

المؤثر أم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم …من هو الخطر الداهم؟

لو سات أنفو محسن برهمي:

هناك دائما ما يكفي من الحمقى كي يجيبوا، فالحمقى يعرفون كل شيء. ميلان كونديرا

عندما نسمع كلمة “أنستكرام”، يتبادر الى أذهاننا كلمة مؤثر، حلم كل شاب أو شابة حيث أصبحت قيمة الشخص لا تقاس لا بالمعرفة أو التجربة، لكن بعدد المتابعين، كلما كان لديك عدد متابعين أكبر، كلما كبرت قيمتك بين الناس. المؤثر يتجلى دوره في توعية الناس أو تقديم نصائح، لكن عنما نأتي الى الواقع فالعكس تماما، أصبح الفضاء مكانا للإسترزاق والكسب السريع، أو مكانا للنصب أو الإحتيال، لكن الأمر لا يقتصر على هذا فقط، فقد أصبح الكل يعتبر نفسه يفقه في كل شيء، وأي موضوع {سياسي، اجتماعي، ديني…}.إني أتساءل كما أنت عزيزي القارئ، أين اختفى المؤثرون ـ الرياضيون ـ في مونديال السيدات المقامة بأستراليا ونيوزلندا وقبله افتتاح كأس العالم للأندية، الذي أقيمت بالمغرب، في حين تكبدوا عناء السفر الى قطر لحضور كأس العالم 2022، من يحتاج دعاية مجانية قطر أم المغرب؟ هل يتم اختيار المناسبات حسب أهوائهم؟ ثم ما المانع الان والمنافسة تجرى في فصل الصيف؟

لنعد قليلا إلى الوراء، بالضبط الى منافسة كأس العالم التي أجريت في قطر، حيث كلنا شاهدنا العدد الهائل للمؤثرين، الذين تواجدوا داخل الملعب أو خارجه بدولة قطر رغم أن المنافسة أقيمت في فصل الشتاء، ما يعني أوتوماتيكيا أن الفرد مقيد بالتزامات مهنية، عدد هائل من “الفلوكات” التي ملأت تطبيق اليوتيوب، والأمر نفسه على تطبيقي “أنستكرام” و “فايسبوك”.

المؤثر اليوم أصبح يفكر أكثر في مصالحه الشخصية، فغالبا ما يبحث عن المجانية؛ المجانية في السفر، المجانية في الفنادق، ثم المجانية في المحلات التجارية مقابل “سطوري” مدته 15 ثانية، لذلك يجب طرح سؤال هنا هل الوطنية والتشجيع تضحيات؟ أم” collaboration ” مع إحدى وكات الأسفار من أجل الشعبوية؟

الجواب بديهي مشوار المنتخب المغربي ضمن منافسات كأس العالم هو السر، فلو أقصي المنتخب من الدور الأول، هل كنا سنرى تلك الإحتفالات المزيفة ودموع التماسيح التي لا تنطلق إلا عندما يتم الضغط على زر الكاميرا أو الهاتف، أصبح المنتخب مادة دسمة لكل شخص يريد جلب الانتباه أو التفاعل، فهناك من تخلى عن دراسته معتقدا أن احتراف كرة القدم أمر سهل للغاية وتللك الأحلام الوردية التي يرسمها له المؤثر أو الدولة عبر مسابقات الإنتقاء، حتى أصبح الأب يسرع مهرولا بأطفاله متخيلا أنه الإختيار الصائب للهروب من الفقر من جهة، أو حياة الرفاهية والسفر والتقاط الصور مع أبرز اللاعبين التي رسمناها المؤثرات للنساء نصفهم من المراهقات من جهة أخرى ، حيث أصبحن يتواجدن داخل الملعب أكثر من الذكور، دون أن نغفل على محاولات الكثيرات منهن التواصل مع اللاعبين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أملا في أن يجيب أحدهم لكي تحقق أوهامها التي رسمت من قبل. وزارة الثقافة قامت هي كذلك بإستغلال هذا الفريق للترويج لمعرض الكتاب الدولي، دون أن ننسى أن الدولة كذلك نظمت حفل استقبال في وقت عرفت فيه البلاد احتجاجات ضد غلاء الأسعار.

إذا كان الأمر راجع الى غلاء تذاكر، فليس المشكل بالمستعصي، فقد قامت الجامعة المغربية لكرة القدم مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تسهيل ذهاب عملية المغاربة لقطر بثمن مقبول، فلماذا لا يتم نفس الأمر الان لتشجيع المنتخب النسوي وزيادة شعبيته أم أن تأثيره غير تأثير المنتخب الرجالي؟ أم أنه لن يستقطبن لك متابعين كثر وتستفيد ماديا عزيزي المؤثر؟

 كوننا نتحدث عن دور المؤثر في المجتمع، فلا يجب أن يتجاوز الحد المسموح له، لكن اليوم أصبحنا نرى مؤثرين ممثلين بفضل مليون متابع، فنتساءل ما دور معاهد السينما وما مصير المتخرجين منه، دون أن ننسى المؤثرين الصحافيين الظاهرة التي أضحت مستفحلة والدور الخطير التي لعبته في ترويج المغالطات خاصة في جائحة كورونا، دون أن يصاحب ذلك أي نقاش حول أخلاقيات المهنة ، وشكلت هذه القضية نقاشا بين الصحفيين المغاربة حول هؤلاء المؤثرين أو صانعي المحتوى، الذين ظهروا مؤخرا في الميدان دون سابق انذار، متسائلين عن الجهة المسؤولة عن هذا الوضع ؟ ومن الجهة المستفيدة؟ أم أنها خطة لتقزيم المهنة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى