اقتصاد و مال

التكنولوجيا الأمريكية تبحث عن بديل للصين

 

لوسات أنفو: خديجة بنيس

تتجه بعض شركات التكنولوجيا الأمريكية الرائدة نحو بدائل أخرى بعيدا عن الصين. وحسب مركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية فقد تصدرت شركة “ديل” هذا الإتجاه بعد أن بدأت نقل معظم مصانعها خارج الصين، لتحذو جميع الشركات التكنولوجيا الكبرى حذوها؛ فشركة “أبل” أنتجت بالفعل أجزاء صغيرة من جهاز” أيفون14″ في الهند، واتجهت إلى شمال فيتنام لإنتاج أجهزة “أيباد”. وكان الفيتنام مرسى  كل من شركة ” ميكروسوفت”  لشحن أجهزة ألعاب “إكسبوكس” وشركة “جوجل” لإنتاج أحدث طراز لها من هواتف “بيكسل”. وتتوقَّع الشركة أن تُنتِج فيتنام ما يصل إلى نصف هواتفها المُتطوِّرة في العام المقبل.ولم تتخلف شركة “ميكروسوفت” عن الركب واختارت مدينة Ho Chi Minh  الفيتنامية لتصنيع أجزاء من من هاتف “بيكسيل”.

وتعدَّدت العوامل التي دفعت الشركات التكنولوجية الأمريكية إلى البحث عن بدائل محتملة للصين، وحسب مركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية؛  فقد أثرت السياسات الصينية في مواجهة الجائحة بالسلب على خطط مبيعات عدد من الشركات الأمريكية الرائدة، بما في ذلك شركة “أبل” التي اضطرت إلى خفض توقعات مبيعاتها الفصلية؛ لأنها لم تتمكن من صنع أجهزة “أيفون” ومنذ ذلك الحين، بدأ فريق عمليات الشركة يبحث عن مواقع تصنيع بديلة للتحوُّط من عمليات الإغلاق الصينية المستقبلية.

 كما كان للحرب التجارية المشتعلة بين الولايات المتحدة الأمريكيةوالصين، نصيب في تغيير عمالقة التكنولوجيا الأمركية الوجهة الصينية، ولاسيمافي ظل التعريفات الجمركية المتبادلة التي تسببت في ارتفاع تكاليف التصنيع في بكين.

 وفي ظل العلاقات السياسية الأمريكية-الصينية المتوترة، تتزايد المخاوف من الإعتماد على سلاسل الإمداد الصينية في خضم صراع الصين المتصاعد مع الولايات المتحدة بشأن تايوان، ولاسيما عقب زيارة رئيسة مجلس النواب “نانسي بيلوسي” إلى تايوان، وبالتالي كان الإعتماد على  الإنتاج الهندي والفيتنامي  الحل الأمثل لمواجهة الاضطرابات المحتملة في المصانع الصينية التي ستنصرف عن الشركات الأمريكية بالضرورة.  بالإضافة إلى تحجيم القوانين الأمريكية الاستثمارَ في الصين بعد إقرارإدارة  “جو بايدن” قانوناً جديداً يمنع الشركات التي تقبل تمويلاً أمريكياً من إنشاء مرافق تصنيع متقدمة في الصين لمدة 10 سنوات، ليمثل عاملا مساهما في تقليل اعتماد الشركات التكنولوجيا على الصناعات الصينية.

بالإضافة إلى هذه العوامل السالفة الذكر،  وفي ظل التهديدات الصينية المحتملة التي باتت تستهدف مستقبلها التكنولوجي ، وتتحسَّبا لبعض السيناريوهات التي ينبغي الاستعداد المسبق لها على الرغم من تزايد التكلفة المادية لهذا الاستعداد، يرجح مركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية تزايد فرص نجاح مساعي الشركات التكنولوجية الأمريكية في البحث عن بدائل محتملة؛ وذلك بالنظر إلى النقاط التالية:

تعاون متزايد من الدول البديلة للصين : الحكومة الهندية، على سبيل المثال،  استخدمت وسائل ضغط متعددة على شركاتها المحلية لدعم التصنيع، وأعادت النظر في قواعد الاستثمار التي تتطلب مكونات محلية بنسبة 30%.

انخفاض أجور العمالة  في الدول البديلة :يُعَد التفاوت في الأجور سبباً آخر وراء بحث الشركات الأمريكية عن خيارات تصنيع جديدة، لا سيما مع تضاعف الدخل السنوي لعمال التصنيع الصينيين ثلاثة أمثال، إلى أكثر من 9300 دولار. في حين أن شركة جوجل

 المشاركة في تحمل مرافق جديدة : على الرغم من التكلفة العالية لبناء مرافق جديدة لتصنيع الرقائق والأجهزة الإلكترونية، تتجه الشركات الأمريكية إلى أن تُشارِك بجزء من الأعباء المادية مع الشركاء المحليين والحكومات المحلية.

وتعتبرالصين الوجهة العالمية لكبريات الشركات، التي لطالما اتجهت إليها أكبر مصانع الإلكترونيات العالية التقنية في العالم، ورغم  انسحاب بعض رؤوس الأموال منها  ونية البعض الآخر في ذلك،فإنها  حسب إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية لاتزال الدولة المهيمنة على صناعة الإلكترونيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى