التداعيات الاقتصادية على الشرق الأوسط جراء الحرب على غزة
لوسات أنفو: خديجة بنيس
خرج اقتصاديون ومسؤولون في مؤسسات اقتصادية عالمية ليدقوا ناقوس الخطر إزاء التداعيات الاقتصادية لاستمرار الحرب بين حماس وإسرائيل ومخاوف من طول أمدها واتساعها إقليميا. وفق موقع DW الألماني
وأوضح الموقع أن بنك إسرائيل المركزي خفض بنك توقعات النمو لاقتصاد البلاد إلى 2.3 بالمائة خلال العام الجاري و3.5 بالمائة في 2024 في حال بقي الصراع مقصورا على قطاع غزة ولم يمتد لجبهات أخرى.
وقدر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الخسائر المباشرة على اقتصاد بلاده بسبب الحرب بنحو مليار شيكل، أي ما يعادل 246 مليون دولار يوميا. وشدد على أنه من الصعب في الوقت الراهن تحديد الخسائر غير المباشرة على الاقتصاد الإسرائيلي الذي بات مصابا بالشلل جزئيا بسبب التعبئة العامة لجنود الاحتياط واستمرار إطلاق الصواريخ من غزة.
أما في قطاع غزة، أفاد المصدر أن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) الأربعاء 25 أكتوبر قال إنه “من المستحيل تحديد العواقب الاقتصادية للأزمة الإنسانية الحالية في القطاع”. وقالت الأونكتاد إن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة “في حالة يرثى لها منذ 2022 حتى قبل التفجُر الأخير للصراع”، مشيرا إلى أن 80 بالمائة من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الدولية فيما تصل نسبة البطالة إلى 45 بالمائة. وتزامن هذا مع صدور تصريحات تشير إلى أن التبعات الإقتصاديةجراء الحرب لن تقتصر على إسرائيل والفلسطينيين بل سوف تشمل دول المنطقة. وجاءت أولى التصريحات المقلقة بهذا الخصوص على لسان المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا حيث قالت إن الحرب بين إسرائيل وحماس بدأت تؤثر بشكل سلبي على اقتصادات الدول المجاورة في المنطقة.
وأمام منتدى للاستثمار في الرياض، أضافت: “لدينا دول تعتمد على السياحة، وعدم اليقين أمر قاتل لتدفق السياح. سيكون المستثمرون مترددين من الذهاب إلى الأمكنة التي يسودها عدم اليقين. إذا نظرنا إلى الدول المجاورة – مصر ولبنان والأردن – فإن التأثير واضح بالفعل”. ولم تتوقف لهجة غورغييفا التشاؤمية على اقتصاديات المنطقة بل حذرت من تداعيات الحرب على دول العالم خاصة عقب تحذير قادة في قطاع المصارف الدولي من أن الحرب قد توجه ضربة قوية للاقتصاد العالمي.
وقالت غورغييفا: “ما نراه هو المزيد من التوتر في عالم يعاني من القلق” في مخاوف أعرب عنها أيضا رئيس البنك الدولي أجاي بانجا حيث قال إن التوترات الجيوسياسية التي تفاقمت بسبب الصراع في الشرق الأوسط تشكل أكبر تهديد للاقتصاد العالمي.
وأمام المنتدى ذاته، أضاف “هناك الكثير مما يحدث في العالم وعلى صعيد الجغرافيا السياسية في الحروب التي ترونها وما حدث للتو في إسرائيل وغزة. في نهاية المطاف، عندما تجمع كل هذا معا، أعتقد أن التأثير على التنمية الاقتصادية يكون أكثر خطورة”.
وبحسب ذات المصدر بدأت تداعيات الحرب تمس فعليا قطاعي السياحة والسفر خاصة في دول المنطقة الأكثر اعتمادا على إيرادات هذا القطاع إذ منذ هجوم السابع من أكتوبر انخفضت مبيعات تذاكر الطيران إلى مصر والأردن ولبنان.
وأضاف المصدرأنه كشف تحليل أجرته شركة فورورد كيز، الرائدة في مجال بيانات وتحليلات السفر، عن إلغاء منظمي الرحلات السياحية رحلاتهم إلى إسرائيل حيث انخفضت تذاكر الرحلات المستقبلية إلى هناك بنسبة 187 بالمائة بين السابع والتاسع عشر من أكتوبر مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال أوليفييه بونتي، نائب رئيس التحليلات في الشركة، إن تذاكر السفر إلى مصر انخفضت 26 بالمائة على أساس سنوي وإلى الأردن بنسبة 49 بالمائة وإلى لبنان بنسبة 74 بالمائة.
ووجاء في التقرير أنه من شأن تراجع السياحة أن يثقل كاهل اقتصاديات دول المنطقة التي تعتمد عليها مثل مصر حيث تشهد منتجعاتها السياحة المطلة على البحر الأحمر إقبالا كبيرا من السياح في الأحوال العادية.
وتأتي الأرقام المنخفضة عن تدفق السياح فيما كان قطاع السياحة الحيوي في مصر في طور الانتعاش مرة أخرى بعد فترة صعبة جراء تداعيات الحرب في أوكرانيا وقبلها جائحة كورونا، لكن خبراء يرجحون أن يؤدي تراجع عدد السياح في مصر بسبب الحرب إلى ضغوط إضافية على الاقتصاد المصري.
ويرى خبراء أن الصراع بين حماس وإسرائيلقد يزعزع استقرار الشرق الأوسط في الوقت الذي تضخ فيه دول الخليج خاصة السعودية مئات المليارات من الدولارات في خطة تحول اقتصادي واسعة النطاق.