دولي

ادريس الكريني : التدخلات الخارجية في النيجر من شأنها أن تعقد الوضع أكثر

لوسات أنفو: خديجة بنيس

   تصاعدت الأزمة السياسية في النيجر بعد  الإنقلاب العسكري واحتجازرئيس البلاد ” محمد بازوم” من طرف المجموعة العسكرية التي تبنت الإنقلاب، واستأثرت الأحداث داخل النيجر باهتمام القوى العالمية الرافضة للإنقلاب، فقد واجه المجلس العسكري النيجيري، ضغوطاً من جانب المجتمع الدولي وتهديداً باحتمال استخدام القوة.

وتثير ردود الفعل الدولية حول الأحداث داخل النيجر، تساؤلات حول أسباب هذا الإهتمام العالمي  بالتطورات السياسية داخل النيجر.

و في هذا السياق، يقول إدريس الكريني أستاذ العلاقات الدولية وتحليل الأزمات بجامعة القاضي عياض في تصريح لموقع لوسات أنفو ، إنه بالنظر إلى الموقع الإستراتيجي لمنطقة الساحل الإفريقي بشكل عام، فإن مايجري في النيجر من تطورات سياسية تنطوي على قدر من الأهمية، استأثرت بالاهتمام الدولي والإقليمي المتزايد.

ويوضح الكريني أنه رغم الجهود التي بذلت خلال السنوات الأخيرة على مستوى إرساء تجارب ديمقراطية وليدة في منطقة الساحل، إلا أن هذه التجارب كما يبدو،  لم يكتب لها النجاح بالنظر إلى هذه الإنقلابات المتتالية. فقبل بضعة أشهر كان هناك إنقلاب في مالي، واليوم هناك إنقلاب في النيجر. هذه الإنقلابات التي تعيد إلى الواجهة النقاش حول مستقبل الدولة في إفريقيا ، والذي مع الأسف ت يقول لكريني ـ  مازال يحيل إلى أوضاع مؤسساتية هشة، بمقومات اجتماعية وأمنية لا تخلو من صعوبات.

ويؤكد الدكتور لكريني  أن الإهتمام نابع أولا من هشاشة هذه المناطق،  مما سيتيح تنامي مجموعة من المخاطر العابرة للحدود، كما هو الشأن بالنسبة للهجرة، وكذا تموقع الجماعات المسحلة (بوكو حرام والقاعدة وداعش) التي تستغل الارتباكات التي تحدث في هذه المناطق، وتستغل كذلك هشاشة الأوضاع الأمنية والإضطرابات السياسية لكي تنتعش  وتتمدد بعيدا عن المراقبة الأمنية .

 ومن ناحية أخرى يؤكد  لكريني، أن الإهتمام الدولي راجع إلى  كون هذه المنطقة تعرف استقطابات دولية تعيد إلى الأذهان الإستقطابات التي حدثت في فترة الحرب الباردة، خصوصا وأن هناك تراجع ملحوظ للتواجد الفرنسي في هذه المنطقة بعد التطورات في مالي، وكذلك تنامي الإستياء من التواجد الفرنسي في تشاد، وأيضا مناطق أخرى في منطقة الساحل التي كانت تشكل مناطق تواجد فرنسي وازن.

 ويشير  المتحدث في تصريح لموقع لوسات أنفو، إلى أنه لا يمكن أن تخفى انعكاسات الصراعات الدولية القائمة في الوقت الراهنن وخصوصا في سياق محاولات إرساء نظام تعددي، وتأثيرتها على التهافت الدولي والإقليمي على أفريقيا بشكل عام وعلى هذه المنطقة على وجه الخصوص،  بالنظر إلى إمكانياتها على مستوى الثروات المعدنية والثروات الطاقية والموقع الإستراتيجي.

  و تابع إدريس الكريني أنه من هذا المنطلق يمكن القول  أن الطموحات الروسية وكذلك الطموحات الصينية ذات الطابع الإقتصادي وكذلك حتى الطابع الأمني في إفريقيا، أصبحت تزاحم فرنسا والغرب بشكل عام وهو مايمثل أحد العوامل التي يمكن أن تعقد الوضع في النيجر مالم تتحمل الدول الإفريقية مسؤليتها على مستوى الحد من آثار هذه التدخلات أو على مستوى كذلك مساعدة النيجرعلى بناء المؤسسات وتمتين الدولة وأسسها بالصورة التي يمكن أن تحصن البلاد من تدخلات خارجية من شأنها أن تعقد الوضع أكثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى