دولي

إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية : أمريكا تؤكد قوة حضورها في منطقة “الهندو- باسفيك”

لوسات أنفو: خديجة بنيس

تحرص واشنطن على تكريس نفوذها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وقد اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي ” جوبايدن” خطوات تاريخية لاستعادة الريادة الأمريكية في المنطقة، بحيث ويبلغ عدد القوات الأمريكية في المنطقة نحو 106 آلاف جندي.

 وأفاد تقرير لمركز إنترريجونا للتحليلات الإستراتيجية أن علاقات الولايات المتحدة مع دول “الهندو- باسفيك” شهدت تطورات ملحوظة في الآوانة الأخيرة؛ وكانت الجولة الرسمية الأخيرة  لوزير الدفاع الأمريكي ” لويد أوستن” إلى بابوا غينيا ثم الإتجاه نحو أسترليا لينضم إلى وزير الخارجية “أنتوني بلينكن” في الاجتماع مع نظرائهما في المشاورات الوزارية السنوية الثالثة والثلاثين بين أستراليا والولايات المتحدة (AUSMIN)، مؤشر بارز يؤكد الاهتمام الأمريكي بتطوير العلاقات مع دول المنطقة

   كما تأتي هذه الزيارة ضمن نشاط الدبلوماسية الرئاسية المتنامي خلال الآونة الأخيرة، تسعى من خلالها لاستعادة مكانتها في جنوب المحيط الهادي، وإيجاد بديل للنفوذ الديبلوماسي والعسكري الصيني المتزايد في المنطقة، في ظل التوترات المتصاعدة بين دول المنطقة وبكين بسبب قضية تايوان وبعض المناورات العسكرية التي تزيد من حدة التوتر.

ويشير المركزأن واشنطن بدأت  في جذب دول جزر المحيط الهادئ لتطوير رؤية مشتركة للسلام والاستقرار والردع، خاصةً أن منطقة جنوب المحيط الهادئ تكتسب أهمية خاصة في هذا الصدد ، في سياق الصراع على النفوذ مع بيكين، وجاءت الزيارة إلى بابوا غينيا لتأكيد الإهتمام بهذه الدولة الجزرية، فكانت زيارة تاريخية كأول وزير دفاع يزور البلاد  وتم توقيع اتفاقيات دفاع ثنائية بين البلدين.

   وأفاد المصدرذاته أن تحالف أمريكا غير القابل للكسر مع أستراليا يواصل فتح آفاق جديدة للسلام والأمن عبر منطقة المحيطين الهندي والهادئ. في إطار رسم رؤية استراتيجية للحفاظ على المصالح الأمريكية، وتَعتبِر الولايات المتحدة أستراليا بلداً صديقاً يمكن أن تعتمد عليه في إطار سعيها إلى ضرب هيمنة بكين في مجال الصناعات الناشئة المراعية للبيئة على غرار تصنيع السيارات الكهربائية.

 و حسب التقرير تسعى الولايات المتحدة من خلال الزيارة الثامنة لوزيرالدفاع لمنطقة “الهندو- باسفيك”، لتأكيد حضورها في المنطقة في ظل تزايد الأطماع الغربية بها خاصة بعد زيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي ” إمانويل ماكرون” للمنطقة لتأكيد حضور فرنسا باعتبارها قوة أصيلة تمتلك حقوقاً سياسية وامتدادات إقليمية في المنطقة تؤهلها لإعادة التموضع في المنطقة التي تمثل مركز ثقل بازغاً للاقتصاد العالمي.

 يضيف التقرير أن  وزير الدفاع الأمريكي أكد خلال هذه الزيارة على مكانة الولايات المتحدة بصفتها شريكاً وفاعلاً موثوقاً به على الساحة الدولية، بهدف طمأنة الحلفاء بأن الولايات المتحدة عادت إلى دورها التاريخي على المسرح الدولي.

وحرص على تقديم بلاده باعتبارها رأس حربة للوجود في المنطقة ، في محاولة لتوسيع الحضور الأمني في المنطقة الذي بات يكتسي أهمية كبرى، لتجاوز القلق  المتزايد بشأن تغير بيئتها الأمنية وتأثير هذا التغير على سلاسل الإمداد الحيوية.

وفي سياق ذي صلة،أعلن وزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن”، خلال الزيارة، أن الولايات المتحدة ستنشر سفينة خفر سواحل أمريكية في بابوا غينيا الجديدة في أغسطس 2023. وأوضح “أوستن”أن السفينة ستُساعد بابوا غينيا الجديدة على وقف نهب مواردها البحرية، ووقف أنشطة غير شرعية، مثل الصيد غير المشروع، والاتجار بالبشر.

وأبرز المصدر أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي  كانت فرصة لتحديد تفاصيل اتفاق “أوكوس” الدفاعي الجديد بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا، الذي سيشهد استحواذ أستراليا التاريخي على غواصات مسلحة تعمل بالطاقة النووية.

وشدد الوزير “أوستن” على تعزيز دعم الولايات المتحدة مؤسسة الأسلحة الموجهة والذخائر المتفجرة الأسترالية (GWEO) التي تسعى إلى مساعدة أستراليا في تطوير قدرات إنتاج الذخائر الموجهة بدقة وصيانتها.كما أكدت واشنطن على الدعم التسليحي لحلفائها بالمنطقة.

وجاء في التقريرتعزيز التكامل الأمني الإقليمي من خلال اتفاق الجانبان الأمريكي والأسترالي على تكثيف جهود التحالف بين الولايات المتحدة وأستراليا للتواصل مع الشركاء المتشابهين في التفكير، بما في ذلك الهند وإندونيسيا والفلبين وجمهورية كوريا، وبناء القدرات في جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادئ.

واتفقت الولايات المتحدة وأستراليا على تشكيل مركز استخبارات مشترك، داخل منظمة استخبارات الدفاع الأسترالية بحلول عام 2024، وستكون مهمته تحليل القضايا ذات الاهتمام الاستراتيجي المشترك في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ.

وأوضح مركز إنترريجونال أن واشطن  كانت حريصة خلال الزيارة على التأكد من أن معظم حلفاء واشنطن في “الهندو – باسيفيك”  ما زالوا يدينون الحرب في أوكرانيا اتساقاً مع المعسكر الأمريكي، لضمان اتساق الحلفاء في المنطقة مع الموقف الأمريكي تجاه الحرب الأوكرانية.

في الختام يبرز مركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية أن الهدف من جولة وزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن” إلى منطقة “الهندو – باسيفيك”هو تأكيد الدور الأمريكي في المنطقة لتعويض التواجد الصيني بها .باعتبارمنطقة المحيطين قوةأصيلةً ذات مصالح وامتدادات إقليمية يمكن أن تساهم في إيجاد مسار بديل للتنافس مع الصين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى