بورتريه

إما غونزاليز Emma González: رمز المقاومة ضد لوبي الفساد في الولايات المتحدة الأمريكية

ترجمة: عبد الكريم وشاشا


أثناء إحدى المظاهرة الحاشدة ضد الأسلحة في واشنطن، وقفت إمـــا غونزاليز ما يقارب ستة دقائق في مكان الحادث؛ وهي المدة التي استغرقها مقتل 17 شخصا على يد تلميذ في ثانوية باركلوند (Parkland) بولاية فلوريدا .. وأمام الآلاف من المحتجين، وقفت واجمة دامعة، قبل أن تصرخ بأعلى صوتها: “قاتلوا من أجل حياتكم، قبل أن يقوم أحد بنفس الفعل مكانكم” .


في ذلك اليوم المشؤوم، عندما كانت إمـــا غونزاليز تقضي ساعة الغذاء في بيع بطاقات عيد الحب (سان ڤالنتين)،كان نيكولا كروز (Nikolas Cruz) قد أطلق جرس إنذار الحريق، ثم فتح النار على زملائه التلاميذ، وعلى المدرجات. وقرابة ساعتين وأمام العشرات من التلاميذ أشعلت إمـــا غونزاليز مواقع التواصل الاجتماعي وتصدرت العناوين الكبيرة للأخبار قبل أن تداهم الشرطة المدرسة.. وبعد أيام قليلة تم تأسيس حركة “أبدا مرة أخرى” .


بإطلالتها الملفتة سرعان ما أصبحت إمـــا غونزاليز الوجه الرئيس لحركة ضد السلاح في أمريكا، وفي خطابها الأول بعد ثلاثة أيام من واقعة إطلاق النار أثناء التجمع التكريمي للضحايا والذي تم نقله مباشرة وتداول العالم الافتراضي مقاطع منه بسرعة مدهشة صرخت قائلة:
” إلى كل رجال السياسة الذين تلقوا هبات من الجمعية الوطنية للأسلحة النارية : عار عليكم ” وردد المحتجون وراءها : عار عليكم .. كما أنها سخرت من الرئيس الأمريكي بلهجة شديدة متهمة إياه بتلقي الدعم المادي من لوبي الأسلحة.


إزدادات إمـــا غونزاليز سنة 1999، بعد شهور قليلة من مذبحة ثانوية كولومباين (كولورادو)، وأثناء المسيرة الحاشدة ” من أجل حياتنا ” كانت ترتدي سترة تحمل علم كوبا، تعبيرا عن أصولها، فوالدها المحامي هاجر إلى نيويورك سنة 1968 ، أما والدتها مدرسة مادة الرياضيات فقد عبرت عن مخاوفها اتجاه ابنتها قائلة: “كما أنها صنعت من الخشب ولاصق جناحين لها وقفزت من مبنى شاهق ونحن تحتها نحاول الركض وهي تعتقد بأنها غير محتاجة لمساعدة أي أحد”.


في الوقت الذي بدأ اسمها يتداول في المنتديات والوسائط الاجتماعية، كانت إمـــا غونزاليز لا تزال تجهل استعمال “التويتر” Twitter ..
أربعة أيام بعد المذبحة أنشات حسابا يتابعه ضعف عدد المشتركين في الجمعية الوطنية للأسلحة النارية، فالتلميذة الناشطة بدأت تستعمل الوسائط الاجتماعية كأسلحة لتسمع صوتها في مواجهة لوبيات الضغط، ولكي يبقى موضوع حيازة الأسلحة النارية حاضرا بقوة في النقاشات العامة.


شباب حركة “أبدا مرة أخرى” يطالبون بالمنع الصريح ل”بيع الأسلحة النارية ” ويريدون إسقاط كل الوجوه السياسية التي تدعمها الجمعية الوطنية للأسلحة في الانتخابات. ولقد وصفت إمـــا غونزاليز موقف الرئيس دونالد ترامب الداعم لحيازة الأسلحة في الأوساط المدرسية بالموقف الغبي.

عن نوفيل أوبسرفاتور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى