تحليلات استراتيجية

أهم النقاط التي تم التطرق إليها خلال منتدى السلام والأمن الصيني الأفريقي

لوسات أنفو: خديجة بنيس

أبرز تقرير لمركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية أن تفعيل “مبادرة الأمن والسلام بين الصين وأفريقيا” و”صندوق الأمن والسلام الصيني–الأفريقي” اللذين تم تبنيهما في عام 2018 سيساهم في تقديم الدعم الصيني لمختلف مكونات هيكل السلم والأمن الأفريقيالذي حدده البروتوكول المنشئ لمجلس السلم والأمن الأفريقي الصادر في عام 2002، وفي الإطار ذاته سعت الصين إلى تقديم الدعم إلى التجمعات الاقتصادية الإقليمية الثمانية التي يعترف بها الاتحاد الأفريقي، ومنها تجمع “إيكواس” وبعض التجمعات الأفريقية الأخرى، وعلى رأسها تجمع “دول الساحل الخمس”.

وفي هذا السياق أشار مفوض الاتحاد الأفريقي للشؤون السياسية والسلام والأمن “بانكولي أديوي”،  في حديثه خلال المنتدى؛ إلى ضرورة تطوير العلاقات الأمنية بين الصين والاتحاد الأفريقي، ولا سيما في ضوء ما تواجهه بنية السلام والأمن ونهج الحوكمة في أفريقيا من تحديات ملحة، فضلاً عن تقاسم البلدان الأفريقية مصالح مشتركة مع الصين فيما يخص منظومة الأمن والاستقرار والتقدم المشترك.

وأشار التقريرإلى أن الصين تسعى إلى توسيع نفوذها في القارة السمراء، وتأمين الحصول على الموارد الطبيعية اللازمة للأنشطة الإقتصادية الصينية، التي تزخر بها أفريقيا،خاصة في ضوء استمرار اتجاهات التضخم وتراجع الدولار على مستوى العالم جراء الحرب على أوكرانيا ، وقد وضعت الصين تخزين الذهب أولوية وطنية استراتيجية، الأمر الذي يبرر التوجهات الأمنية الصينية إلى  أفريقيا، من أجل الإستفادة منثروات المنطقة.

وأورد المصدر أن الصين  تهدف من خلال هذا المنتدى إلى حماية مصالحها الإقتصادية والإستراتيجية في المنطقة، بالدرجة الأولى باعتبارها الشريك التجاري الأول لأفريقيا على مستوى الدول، حيث بلغت قيمة استثماراتها في القارة في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري نحو 1.38 مليار دولار بزيادة سنوية قدرها 24بالمائة .

وفي هذا الصدد، بلغ حجم التجارة الصينية مع أفريقيا نحو281.7 مليار دولار في عام 2022،  بلإضافة إلى أن  أفريقيا ثالث أكبر وجهة للاستثمارات الصينية بعد كل من آسيا وأوروبا؛حيث يوجد حاليا ما يزيد عن 3آلاف شركة صينية تستثمر في أفريقيا.

 

وطالما كانت أفريقيا ساحة صراع بين النفوذ الغربي والصين، ووفق MIR  فإن بيكين تسعى لتكون  بديل للنفوذ الأمني للقوى الغربية وذلك بتبني سياسة قائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأفريقية، ودعم الآليات السلمية المختلفة في معالجة الأزمات القائمة، بحيث أعلنت بيكين عدم ترجيحها تبني خيار التدخل العسكري في الإنقلابين العسكريين غي كل من النيجر والغابون، وهو ما يتعارض مع الطرح الفرنسي القائم على دعم الخيار العسكري في النيجر.

واستنادا للتقرير فقد كان المنتدى فرصة أيضا  لتأكيد تعزيز التعاون الأمني المشترك،بما في ذلك التدريبات المشتركة وحفظ السلام والتعليم العسكري والتدريب المهني، لمساعدة أفريقيا للتغلب بشكل كامل على القضايا الأمنية التقليدية مثل الانقلابات العسكرية والحروب الأهلية، وكذا العمل على  تجاوز التأثيرات السلبية للإرهاب والهجرة غير النظامية في القارة.

فضلا عن ترسيخ مبدأ “عدم التدخل في الشؤون الداخلية”كونه حجر الزاوية الذي تقوم عليه الثقة المتبادلة بين الصين وأفريقيا في المجال الأمني، وهو ما يسهم في تكريس واقع تعاون دولي وثنائي بين الصين وبين هذه الدول قائم على التفاهم والتنسيق المشترك.

وخلص  تقرير MIR إلى  أن النسخة الثالثة من “منتدى السلام والأمن الصيني–الأفريقي” تأتي في إطار سلسلة الجهود المستمرة للصين لتأكيد جوهرية البعد الأمني في إطار منظومة الأهداف والمصالح الوطنية لها حيال القارة الأفريقية، الذي تعتمد عليه الصين بالأساس من أجل دعم مصالحها الاقتصادية بأبعادها المختلفة من جانب، ومناوأة نفوذ القوى الغربية في القارة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، من جانب آخر.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى